Макарим аль-ахляк, Ибн Усеймин
مكارم الأخلاق لابن عثيمين
Издатель
دار الوطن
Номер издания
الأولى
Жанры
واثقًا بها، مدافعًا عنها، ومجاهدًا بها وفي سبيلها، بحيث لا يداخله شك أو شبهة في أخبار الله ﷿ وأخبار رسوله ﷺ.
وإذا تخلق العبد بهذا الخلق أمكنه أن يدفع أي شبهة يوردها المغرضون على أخبار الله ورسوله ﷺ، سواء أكانوا من المسلمين الذين ابتدعوا في دين الله ما ليس منه، أم كانوا من غير المسلمين الذين يلقون الشبه في قلوب المسلمين بقصد فتنتهم وإضلالهم.
ولنضرب لذلك مثلًا [حديث الذباب]:
ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء" ١.
هذا خبر صادر عن رسول الله ﷺ وهو ﷺ في أمور الغيب لا ينطق عن الهوى، لا ينطق إلا بما أوحى الله تعالى إليه لأنه بشر، والبشر لا يعلم الغيب بل قد قال الله له: ﴿قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ ٢.
وهذا الخبر يجب علينا أن نقابله بحسن الخلق وحسن الخلق نحو هذا الخبر يكون بأن نتلقاه بالقبول والانقياد، فنجزم بأن ما قاله النبي ﷺ في
_________
١ أخرجه البخاري رقم٥٧٨٢ كتاب الطب. وأبو داود بنحوه رقم ٣٨٤٤ كتاب الأطعمة. وأخرجه ابن ماجه رقم ٣٥٠٥ كتاب الطب. وأحمد في المسند ٢/٢٤٦، ٢٣٦، ٣٤٠، ٣٥٥.
٢ سورة الأنعام، الآية: ٥٠.
1 / 17