Собрание посланий Имама Зейда ибн Али
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Жанры
ثم من على نوح وأكرمه أن جعل ذريته هم الباقين، وليس كل الباقين ذرية نوح، ثم قال: ?ذرية من حملنا مع نوح?[الإسراء: 3]، ثم قال: ?اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم?[هود: 48]، فجعل أهل بقية الحق والبركات - التي يعتصم بها الناس بعد نوح - من ذريته، وقال الله تبارك وتعالى: ?ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون?[الحديد: 26] وقال لإبراهيم عليه السلام: ?رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد?[هود: 73]. فهذه البركة التي جعلها الله في ذريتهما.
وإنما أنبأكم الله جل ثناؤه بأنه جعل الكتاب حيث جعل النبوة، فقال لنبيكم صلى الله عليه وآله وسلم: ?قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب?[الرعد: 43].
فليس كتاب إلا وله أهل هم أعلم الناس به، ضل منهم من ضل واهتدى من اهتدى.
ثم بعث الله تبارك وتعالى إبراهيم صلى الله عليه، وبينه وبين نوح صلى الله عليه ماشاء الله من القرون، فجعل الله بقية الحق في ذريته وشيعته، فقال: ?ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ونجيناه وأهله من الكرب العظيم?[الصافات:75 -76]، ثم قال: ?وإن من شيعته لإبراهيم?[الصافات:83]، ثم اصطفاه الله كما اصطفى نوحا.
Страница 95