Собрание посланий Имама Зейда ибн Али
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Жанры
فلم يخرج الله منهم الحق بعد أن جعله فيهم، ثم لم يسمهم حين تفرقوا: (أمة واحدة) فكذلك قال الله تعالى لهذه الأمة: ?وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون?[الأعراف: 181]، وقال:?ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون?[آل عمران:104]، فإن استطعت أن تلتمس تلك الأمة من أمة محمد صلى الله عليه وآله إذا تفرقت فافعل، فوالله ما هي إلا التي استقامت على الأمر الذي تركها عليه نبيها صلى الله عليه وآله وسلم.
واعلم أنما أصاب الناس من الفتن والاختلاف وشبهت عليهم الأمور إلا من قبل ما أذكر لك، فأحسن النظر في كتابي هذا، واعلم أنك لن تستشفي بأول قولي حتى تبلغ آخره إن شاء الله.
وذلك أنهم لم يروا لأهل بيت نبيهم صلى الله عليه فضلا عليهم - يعترفون لهم به - في قرابتهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا علما بالكتاب ينتهون إلى شيء من قولهم فيه، فلما جاز لهم إنكار فضلهم، جاز ذلك لبعضهم على بعض.
وسمي كل من استقبل القبلة وقرأ القرآن - من مؤمن أو منافق، أو أعرابي أو مهاجر، أو أعجمي أو عربي - من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجاز لهم - فيما بينهم إذ لم يروا لأهل بيت نبيهم فضلا عليهم - أن يتأول كل من قرأ القرآن برأيه، ثم يقول هو ومن تابعه على رأيه: نحن أعلم الناس بالقرآن وأهداهم فيه. فخالفهم ضرباؤهم - من الناس في رأيهم وتأولهم - وأكفاؤهم في السنة. وقد قرأوا القرآن مثل قراءتهم، وأقروا من تصديق النبي صلى الله عليه وآله بمثل ما أقروا به ، فمن هنالك اختلفوا ولا يرجع بعضهم إلى بعض، فانظر فيما أصف لك.
Страница 86