Собрание посланий Имама Зейда ибн Али
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Жанры
وكل أهل هوى من أهل هذه القبلة يزعمون أنهم أولى الناس بالنبي صلى الله عليه وآله، وأعلمهم بالكتاب الذي جاء به، وأنهم أحق الناس بكل آية ذكر الله فيها صفوة أو حبوة أو هدى لأمة محمد صلى الله عليه وآله، وكلهم يزعم أن من خالفهم - في رأيهم وتأويلهم - من أهل بيت نبيهم برؤا منه، وأن أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وآله لن يهتدوا إلا بمتابعتهم إياهم.
وقد عرفت أن أهل تلك الأهواء يعرفون وإن لم نسمهم بأسمائهم التي يسمون بها، وإن لم أصف قولهم الذي يقولون به، فكيف يستقيم لرجل فقه في الدين أن يسمي هؤلاء كلهم مؤمنين، [و] أمة واحدة على هدى وصواب وهم يتبرأ بعضهم من بعض، ويقتل بعضهم بعضا؟
فإن قلت: هم أمة محمد صلى الله عليه وآله لأنهم كانوا مجتمعين في عهده، كما أمرهم الله عز وجل. قلنا: نعم، فلما تفرقوا كما تفرق من كان قبلهم وقد نهوا عن التفرق صاروا أمما كما كان من قبلهم حين تفرقوا بعد أن كانوا أمة واحدة، قال الله تبارك وتعالى: ? واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون? [آل عمران: 103]. وليس الإخوان في الدين بالذين يتبرأ بعضهم من بعض، ويقتل بعضهم بعضا، قال الله تبارك وتعالى: ?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم?[آل عمران: 105].
Страница 84