[ الاعتراض الثاني ]
أن فاطمة صلوات الله عليها ، ما نازعت أبا بكر فدك ، وإنما سألته بقصد الاستخبار والاستعلام .
والجواب : أن هذا كلام ليس عليه دليل ، والتاريخ يرده ، ولو لم يكف في رده إلا ثبوت موت فاطمة صلوات الله عليها غاضبة واجدة على أبي بكر ، فإن هذا لا يختلف فيه وعليه علماء الزيدية ، وهو ثابت من طرق العامة برواية البخاري وغيره ، وناهيك أن من يحتج بهذا فإنه يعتمد على رواية أن فاطمة طالبت بفدك على أنها ميراث ، وفدك ليست ميراثا بل هي نحلة وملك لفاطمة (ع) ، فكونها تستخبر عن أمر هي تعلم أنه لها ، نحلة من والدها ، ثم تقر وتسكت أمر بعيد جدا ، أضف إلى ذلك : أن مجرد إثبات لفظة (المطالبة) من فاطمة (ع) سواء بالإرث أم بالهبة ، فإنها تنفي الاستخبار تماما ، وعندي : أن عاطفة الموقف تغلب على من يريد تصحيح هذا الاعتراض ، وليس هو بالاعتراض الذي يصمد عند تقارع الحجج ، فافهم ذلك .
Страница 1