تيمية، وقد برع ﵀ في علل الحديث ومعرفة الرجال، وقد أثنى عليه كثير من الحفاظ الأكابر والعلماء الأماثل- رحمة الله عليهم أجمعين.
وتعود صلتي بمؤلفاته إلى عام ١٤١٠ هـ حين قرأت كتابه "المحرر في أحاديث الأحكام (١) وهو كتاب رائع، وكان ناشره قد كتب في مقدمته ترجمة للإمام أبي محمد بن قدامة المقدسي على أنه مؤلف الكتاب، وهو يخالف اسم المؤلف المثبت على الغلاف، فلما أعجبني الكتاب وجودة تأليفه ودقة تصنيفه وأردت أن أعلم شيئًا عن مؤلفه ﵀ وفقني الله تعالى للوقوف على كتابه النفيس "الصارم المنكي في الرد على السبكي" بتحقيق فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري، ووجدت فضيلة الشيخ الأنصاري قد ترجم للمؤلف ترجمة جيدة، وذكر له من المصنفات ما يزيد على الستين مصنفًا، ويومها نقلت ترجمة ابن عبد الهادي من مقدمة "الصارم" ووضعتها في مقدمة "المحرر".
فلما قرأت هذا الكتاب - "الصار المنكي" - وجدته كتابًا علميًّا محررًا نفيسًا؛ خاصة في علل الحديث ومعرفة الرجال، فتعلقت نفسي بكتب الحافظ ابن عبد الهادي، وأخذت أبحث عن المطبوع منها، فلم أجد منها شيئًا، لكن وجدت في كتاب "نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية" للحافظ الزيلعي، نقولات كثيرة عن الحافظ ابن عبد الهادي؛ خاصة من كتابيه: "تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق" و"الجهر بالبسملة" (٢) فزدت تعلقًا بكتب هذا الإمام العلم ﵀
رحمة واسعة.
_________
(١) طبع السلام العالمية للطبع والنشر بالقاهرة.
(٢) انظر "نصب الراية" (١/ ٣٣٥ - ٣٥٨) فقد لخص هذا الكتاب.
1 / 6