145

Собрание фетв Мухаммада ибн Салиха аль-Усаймина

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Издатель

دار الوطن

Номер издания

الأخيرة

Год публикации

١٤١٣ هـ

Место издания

دار الثريا

Жанры

Фетвы
وقال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ . ظاهر اللفظ أنك إذا بدأت القراءة لم تستعذ. لكن قد دل الدليل المنفصل على أن معنى: إِذَا قَرَأْتَ أي إذا أردت أن تقرأ. لكن عبر عن الإرادة بالفعل ليبين أن المراد بذلك الإرادة المقترنة بالفعل لا الإرادة السابقة، ولو أراد التعبير بالفعل لكان الإنسان إذا أراد في الصباح أن يقرأ في المساء قلنا له: استعذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأنك ستقرأ في آخر الليل، لكن لما عبر بالفعل عن الإرادة دل على أن الإرادة هي الإرادة التي يقترن بها الفعل.
فإذا فهمنا هذه القاعدة، وهي أن التأويل الذي قام الدليل عليه ليس مذموما عرفنا الجواب عن الآية التي ساقها السائل.
فهل الصحابة في صلح الحديبية كانوا يبايعون الله؟ هم في الحقيقة كانوا يبايعون النبي ﷺ، مباشرة وذلك في قوله سبحانه: ﴿يُبَايِعُونَكَ﴾ لكن لما كان الرسول مبلغا عن الله سبحانه صارت مبايعة الرسول كمبايعة الله، وصار الذي يبايعه كأنما يبايع الله.
وقوله تعالى: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ المعلوم أن يد الله حقيقة ليست فوق أيديهم، وأن التي فوق أيديهم عند المبايعة هي يد الرسول ﷺ لكن الرسول كان مبلغا عن الله.
ويجوز أن نقول: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ على سبيل العلو المطلق، فالله سبحانه بذاته فوق كل شيء. والله أعلم.

1 / 169