129

Собрание фетв Мухаммада ибн Салиха аль-Усаймина

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Издатель

دار الوطن

Номер издания

الأخيرة

Год публикации

١٤١٣ هـ

Место издания

دار الثريا

Жанры

Фетвы
يزول عن العبد ما يجد في قلبه من الشبهات، حتى يتبين له أن القرآن حق يصدق بعضه بعضا. والله المستعان.
(٦٤) سئل فضيلة الشيخ: عما ذكره الرازي من أن ظاهر قوله تعالى: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ . يقتضي أن يكون موسى مستقرا على تلك العين لاصقا بها مستعليا عليها. وأن قوله تعالى: ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ . يقتضي أن تكون آلة تلك الصنعة هي تلك العين؟
فأجاب بقوله: ما ذكره الرازي من أن ظاهر قوله تعالى: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ . يقتضي أن يكون موسى مستقرا على تلك العين لاصقا بها مستعليا عليها، وأن قوله تعالى: ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ يقتضي أن تكون آلة تلك الصنعة هي تلك العين.
أقول: إن ادعاءه أن ذلك ظاهر الآيتين ادعاء باطل؛ لأن هذا المعنى الذي ادعى أنه ظاهر الكلام معنى باطل، لا يقوله عاقل، كما اعترف به هو، فإذا كان معنى باطلا لا يقوله عاقل، فكيف يسوغ لمؤمن بل لعاقل أن يقول: إن هذا ظاهر كلام الله تعالى؟!
إن من جوز أن يكون هذا ظاهر كلام الله ﷿ فقد قدح في الله ﷿ وفي كلامه الكريم، حيث جعل مدلوله معنى باطلا، لا يقوله العقلاء، وإذا تعذر أن يكون هذا المعنى الباطل ظاهر هذا الكلام تعين أن يكون ظاهره معنى آخر يليق بالله تعالى، وهو في الآية الأولى

1 / 153