Маджмук
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Жанры
[ دار الفسق وأحكامها ]
فنحن أيدك الله بتوفيقه أخرجنا وحققنا في أن جعلنا قسما ثالثا فاسقا وإلا فالأصل الإيمان والكفر، وكل آية يوجد فيها اسم الكفر [واسم] الفسق فلأن الفسق أحد أسماء الكافر بالإجماع؛ لأن عندنا أن الكفر يدخل تحته الفسق؛لأن أكفر الكافرين إبليس عليه اللعنة فسماه الله تعالى فاسقا، وذلك ظاهر في قوله تعالى: ?إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه?[الكهف:50] فسماه فاسقا، وقال تعالى: ?سأريكم دار الفاسقين?[الأعراف:145] بعد ذكره الكفار فكان تجريد اسم الكفر لهم، وأصل الفسق الخروج عن الدين وهم بلا بد خارجون، فنحن أخرجنا الفساق عن أمر قد كانوا داخلين فيه، وجعلنا لهم بالعلم المبين اسما وحكما، وإلا فكانت الظواهر من كتاب الله تعالى وسنة نبيه قد التهمتهم، والأحكام من ظواهر كلام الأئمة عليهم السلام قد اصطلمتهم؛ فإن رام رائم إخراج الكفار عن الاسم والدار كان هذا زيادة في الحد وهو نقصان في المحدود.
فأما فعل الأئمة عليهم السلام فهو محتمل وجائز، وأما فتاويهم سلام الله عليهم فهي مقصورة على ما مست إليه الحاجة ودعت إليه الضرورة، وأعمال الدين إنما استقامت بعد رسول الله ثلاثين سنة، ولهذا احتجت العامة بما روي عن النبي أنه قال: ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة وبعد ذلك ملكا عضوضا)).
قالوا: فهذا دليل على خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أن مجموع أيامهم تكون ثلاثين سنة.
Страница 96