Маджмук
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Жанры
فهذا فيما يختص بالمطرفية دون الباطنية؛ لأن الباطنية في مكنون علمهم نفي النبوة وأن القرآن ليس بكلام الله سبحانه، وإنما هو كلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم وربما رجعت المطرفية إلى قول الباطنية لأنهم يقولون: إنما النبوة فعل النبي دون أن تكون فعل الله، وقد سمعنا ذلك من بعضهم وناضرنا عليه وأخزينا وجهه فيه لله عز وجل؛ لأنا قلنا: ما فعله؟ قال: حركة وسكون، وهم يحصرون في فعل العبد في حركة وسكون. قلنا : هل النبوة أحدهما أو مجموعهما فإن كانت حركة بطلت بالسكون، وإن كانت سكون بطلت بالحركة، وإن كانت مجموعهما تضادت ولا يجوز ذلك، وإن كان كل فعله وكله لا يجتمع لأن الآخر يأتي بعد الأول، وإن كان حكم فعله فلا يتم إلا بعد الموت، ونبوته في حال حياته وإلا كان كاذبا في دعواه، وإن كان ما مضى فقد بطلت نبوته وهو حي لاستحالة بقاء ما مضى فعله، وإن كان ما بقي فلم يحصل بعد وهو يدعي النبوة ناس غير واقع.
وهذه إشارة نستدل بها على غيرها، ونعمل في ذلك كما عملنا في الأخبار، بينا لك مواضعها دون الإتيان على جميع ذكرها، وإنما نذكر الجميع في الكتاب الذي وعدنا به إن شاء الله تعالى.
Страница 454