212

المسألة السابعة والعشرون [ هل إرادة الله موجودة بلا محل؟ ]

قال تولى الله هدايته: هل يصح أن تكون الإرادة محدثة ولا قائمة بذات سواه، وليست بجسم ولا جوهر، والعرض لا يستقل بنفسه، فيغني عن محل مع دعوى الحدوث؟

الجواب: قد قامت الدلالة على وجودها لا في محل، والدلالة لا تقوم على ما ليس بصحيح، فصح وجودها لا في محل.

وقوله: العرض لا يجوز وجوده إلا في محل، دعوى مجردة عن البيان والبصيرة، وما المانع من وجود بعض الأعراض لا في محل؟ وكيف يدعى المانع مع [قيام وجود] قيام الدلالة على وجودها لا في محل؟ فإن قال: ليست أسماء العرض إلا في محل، فالمرجع بذلك إلى مصالحته لنفسه، ويجب حينئذ اتباع الدليل، فما دل عليه كان الاصطلاح على التسمية فرعا عليه، وقد ذهب بعض العلماء إلى قريب مما ذكره في أنه لا بد في العرض من أن يحل، [وإيجابه] للأدلة إلى الباري مريدا بإرادة محدثة يستحيل حلولها، فسمى إرادة الباري معنى، وقال: يجوز وجود المعنى لا في محل، ونحن سمينا الإرادة عرضا لأن حقيقة العرض ثابت فيها، ولم يمنع مانع من ذلك، وقلنا: بأنها لا في محل، لأن الأدلة ساقت إلى ذلك.

Страница 252