177

المسألة الخامسة [ هل المعلومات صور قائمة بالعالم بها؟ ]

قال تولى الله هدايته: هل المعلومات عند الموصوف بالإحاطة بها حتى استحق صفة كونه عالما بها صورة متحصلة قائمة بذاته كصورة الدار في نفس الباني لها قبل بنائها حتى استحق صفة كونه عالما بها؛ ليصح البناء على نفس ما علم أو على وجه آخر أو لا يصح ذلك على الإطلاق؟.

الجواب عندنا: إنه لا يصح حصول صورة المعلومات في نفس العالم بها؛ لأن النفس غير متحيزة عند من يقول هذا القول، والمعلومات منقسمة إلى متحيز وغير متحيز، ومحال قيام المتحيز فيما ليس بمتحيز، ومحال أيضا قيام ما ليس بمتحيز بما ليس بمتحيز؛ لأنه لا يكون أحدهما قائما بالآخر، والآخر مقوما به، أولى من العكس، فيؤدي إلى أن يكون قائما بنفسه من حيث قام به غيره، غير قائم بنفسه من حيث لم يستقل بنفسه، فيكون قائما بنفسه غير قائم بها؛ ولأن غير المتحيز متضاد، كالبياض والسواد، ومحال قيامها بشيء واحد في حالة واحدة؛ ولأن الباري عز وجل أجل المعلومات، ومحال حصوله في شيء من الأشياء من نفس وغيرها، ولا ما يحاكيه؛ لأنه لا محاكي له.

Страница 213