191

Маджмук

مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني

باب التوجه والافتتاح فإذا توجه تعوذ بالله وهو مستقبل القبلة، وليسكن أطرافه، ولا يعجل في شيء من صلاته، وليذكر وقوفه للحساب، ويلهم نفسه الخشية من العقاب، ويقل:{ وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض...[الأنعام:79] إلى:{ وأنا أول المسلمين }... [الأنعام:163] (1) الآية، ولا يتكلم بكلمة من صلاته إلا ويريد بها الدعاء إلى الله سبحانه، وعز عن كل شأن شأنه. ومعنى قوله: { وجهت وجهي } يريد: توجهت إليك يا رب، وأقبلت إلى طاعتك واتباع أمرك وإرادتك. ومعنى: {فطر السماوات والأرض}: هو الذي صنعهما، وافتطر خلقهما وابتدعهما. ومعنى قوله: حنيفا مسلما، الحنيف فهو: المستقيم الخاشع، والمسلم هو الذي سلم لأمر الله تسليما، وانقطع إليه، ورضي عن الله وتوكل عليه، فلم يرضا من الأشياء كلها إلا بما ارتضاه، ولم يوال أحدا غير من والاه، واتصل بالله سيده ومولاه. ومعنى قوله:{ وما أنا من المشركين } الذين أشركوا مع الله في عبادتهم، وشركوا بين الله وغيره في عملهم، إما بعبادة الأوثان وإما بالنفاق والتزيين، والإنفاق لطلب الذكر والسمعة والجاه عند المخلوقين، والرفعة كما قد رأينا من أفعال الفاسقين، والظلمة المنافقين، المشركين بين الخالق والمخلوقين.

Страница 278