Маджмук
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Жанры
قيل له ولا قوة إلا بالله (1): وجود العضو على غير الحركة ساكنا ثم ترى الحركة، فتعلم أن الحركة شيء لم تره ثم رأيته، ولو كانت الحركة هي العضو المتحرك (2) لرأيت الحركة في حال السكون، فلما رأيت العضو ساكنا ولم تر الحركة ثم رأيتها، علمت أن الذي لم تكن رأيته غير الذي كنت رأيت، فقس وافهم إن شاء الله تعالى.
باب الرد على من جحد النبوة
قال الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهما السلام: فإن قال: وما أنكرتم من أن يكون لنا خالق على ما وصفتم ولم يرسل رسلا(3)؟
فلنا بحمد لله رد على هؤلاء سنذكره، وذلك أنهم جحدوا الرسل واعتلوا في ذلك بأن الله سبحانه حكيم، والحكيم إذا علم أنك لا تجبه فلا يرسل إليك إلا وهو عابث.
فيقال لهم: ليس الأمر كما توهمتم، ولكن إذا علم الحكيم أنه قد أعطاك قوة تفعل بها ما أمرك بفعله، وتترك ما أمرك بتركه، ثم أرسل إليك فلا يرسل إليك إلا وهو يعلم أن لك قوة إلى فعل ما أمرك بفعله، وترك ما أمرك بتركه.
ويقال لهم: أعلم الله مانع له من إرسال الرسل؟! أم علمه مانع لكم من طاعته؟!
فإن قالوا: إن علمه منعه جعلوه ممنوعا، مضطرا مدفوعا، وجعلوا العلم شيئا مانعا، ولحجته دافعا، فسبحان الله عما يشركون!! وإنما علمه ذاته.
وإن قالوا: إن علم الله مانع لهم من طاعته، فقد أحالوا في قولهم، لأن العلم هو الله، والله حكيم، والحكيم لا يمنع المطيعين من طاعته.
ودليل آخر
أن الحكيم إذا علم أنه يعصى لم يمنعه ذلك من الرسالة إلى من عصاه، لتكون الحجة له عليهم، ولتكون دعوته ورسالته أقطع (4) لعللهم وأدحض لحججهم.
ودليل آخر
أن الحكيم إذا علم بمعصية أعدائه، لم يمنعه علمه بمعصيتهم من الرسالة إلى أوليائه.
- - -
Страница 182