قال: ولما فرغ ارتجازه دعا بالطعام، وقطع الكلام. فجلسنا نتناول ما حضر، ثم قمنا نتذاكر السمر، في ظل القمر. إلى أن تهافت الليل، وما علي الكرى كل الميل. فأوغلت في النوم حتى حذتني قارصة الشمس، وإذا الشيخ قد ارتحل فساءني اليوم أكثر مما سرني أمس.
المقامة الثالثة وتعريف بالعقيقة
حكى سهيل بن عباد قال: بكرت يومًا بكور الزاجر، في معمعان ناجر، خوفًا من اصطكاك الهواجر. فأمعنت في السياحة، وجعلت أقطع ساحة بعد ساحة. حتى إذا تخللت بعض الغيطان، وقد سال عليها مخاط الشيطان. رأيت كتيبة من الرجال، على كثيب من الرمال، فبذلت في شاكلة الجواد المهماز، ورددت
1 / 14