Сборник пословиц
مجمع الأمثال
Редактор
محمد محيى الدين عبد الحميد
Издатель
دار المعرفة - بيروت
Место издания
لبنان
١٤٦٠- ذَهَبُوا إِسْرَاءَ قُنْفُذٍ
أي كان ذهابهم ليلا كالقنفذ لا يَسْرِي إلا ليلا.
١٤٦١- الذِّئْبُ خَاليًا أَسَدٌ
ويروى "أشَدُّ" أي إذا وجَدَك خاليا وَحْدك كان أَجْرَأ عليك، هذا قول قاله بعضهم.
وأجود من هذا أن يقال: الذئب إذا خلا من أَعْوانٍ من جنسه كان أسدًا، لأنه يتكل على ما في نفسه وطبعه من الصَّرَامة والقوة فَيَثِب وَثْبة لا بُقْيَا معها، وهذا أقرب إلى الصواب، لأن "خاليًا" حال من الذئب لا من غيره، والتقدير: الذئب يشبه الأسد إذا كان خاليًا، كما تقول: زيد ضاحكا قمر، ومعنى التشبيه عامل في الحال، قال أبو عبيد: يقول: إذا قَدَرَ عليك في هذه الحال فهو أقوى عليك وأجرأ بالظلم، أي في غير هذه الحال، أراد لا تَعْجِزْ عنه ولا معين له من جنسه.
وقال أيضًا: قد يضرب هذا المثل في الدِّينِ، ومنه حديث معاذ رضى الله تعالى عنه "عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يُصيب من الغنم الشَّاذَّةَ القاصِيَة" قال أبو عبيد: فصار هذا المثل في أمر الدين والدنيا.
يضرب لكل متوحِّدٍ برأيه أو بِدِينه أو بسفره.
١٤٦٢- ذَهَبَ فِي الاَخْيَبِ الاَذْهَبِ
وذهب في الخيبة الخَيْبَاء، إذا طلب ما لا يَجِدُ ولا يُجْدِى عليه طلبه شيئًا، بل يرجع بالخيبة.
١٤٦٣- الذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بِذِي بَطْنِهِ
ويروى "الذئب يُغْبَطُ بغير بطنة" وذو بطنِهِ: ما في بطنه، ويقال: ذو البطن اسمٌ للغائط، ويقال: ألقى ذا بَطْنِه، إذا أحْدَثَ، قال أبو عبيد: وذلك أنه ليس يُظَنُّ به أبدا الجوعُ، إنما يظن به البِطْنَة، لأنه يعدو على الناس والماشية، قال الشاعر:
وَمَنْ يَسْكُنِ الْبَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحَالُهُ ... وَيْغُبَطُ ما فِي بَطْنِهِ وَهْوَ جَائِعُ
وقال غيره: إنما قيل ذلك لأنه عظيم الجُفْرَةِ أبدا (الجفرة - بضم فسكون - البطن)، لا يَبِينُ عليه الضُّمُور، وإن جَهَدَه الجوع، وقال الشاعر:
لكالذِّئْبِ مَغْبُوطُ الْحَشَا وَهْوَ جَائِعُ ...
1 / 278