294

============================================================

ومنهم الإمام : عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال أبو الفرج - رحمه الله - : كان يكني : أبا عبد الرحمان ، وأسلم قبل دار الأرقم ، ويقال : إنه سادس في الإسلام ، وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه ال وسلم، ووساده، وسواكه، ونعليه، وطهوره في السفر، وكان يشبه بالتبي صلى الله عليه و سلم في هديه ودله وسنته.

وكان من أجود الناس ثويا ، ومن أطيب الناس ريحا.

ولي قضاء الكوفة وبيت مالها لعمر، وصدرا من خلافة عثمان رضي الله عنهم، ثم صار الى المدينة، فمات بها سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وستين سنة.

وعن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال : (كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فجاء التبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وقد نفرا من المشركين، فقالا : يا غلام ؛ هل عندك من لبن تسقينا؟ فقلت : إني مؤتمن، ولست ساقيكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "هل عندك من جذعة(1) لم ينز عليها الفحل؟4، فقلت : نعم.: فأتيتهما بها، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم، ومسح الضرع ودعا، فحفل الضرع، ثم أتى ابو بكر بصخرة منقعرة، فاحتلب فيها، فشرب أبو بكر، ثم شربت، ثم قال للضرع : "أقلص" ، فقلص، قال : فأتيته بعد ذلك، فقلت : علمني من هذا القول، فقال : "إنك غلام معلم ، فأخذت من فيه سبعين سورة، لا ينازعني فيها أحد)(2).

(1) الجذهة من الغتم : هي ما أتن عليها سنة ودخلت في الثانية ، فإذا دخلت في الثالثة. . سميت ثنية .

(2) اخرجه احمد(462/1).

Страница 294