كم مات قوم وما ماتت مكارمهم ... وعاش قوم وهم في الناس أموات
لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
لعمرك ما الأيام إلا معارة ... فما اسطعت من معروفها فتزود
لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها
لكل شيء حسن زينة ... وزينة العقل حسن الأدب
للموت فينا سهام وهي صائبة ... من فاته اليوم سهم لم يفته غدا
ليس السعيد الذي دنياه تسعده ... إن السعيد الذي ينجو من النار
ما أحسن الصدق في الدنيا لقائله ... وأقبح الكذب عند الله والناس
ما بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي ارتفعت لا بجدودي
ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول أم أنت جميع أمرك
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
متى يبلغ البنيان يومًا تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
من يصنع الخير مع من ليس يعرفه ... كواقد الشمع في بيت لعميان
من يحمد الناس يحمدوه ... والناس من عابهم يعاب
من كان فوق محل الشمس رتبته ... فليس يرفعه شيء ولا يضع
نحن بنو الموتى فما بالنا ... نعاف ما لا بد من شربه
ندمت ندامة الكسعي لما ... رأت عيناه ما صنعت يداه
هب الدنيا تقاد إليك عفوًا ... أليس مصير ذاك إلى الزوال
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل
1 / 29