مكانها اللائق بها بين المراكز العلمية الأخرى في كل عصر. وإن هذا الأثر العلمي الذي نقدمه للقراء والذي هو موضوع هذه الدراسة ليثبت أن الحركة الفكرية في هذا البلد لم تتخلف يوماً عن بقية المراكز العلمية في البلاد الإسلامية.

المدرسة الصولتية ودورها العلمي

هي المعهد الذي تخرج فيه المؤلف وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي والعالي بها، وواجب القارئ علينا أن يتعرف على هذه المدرسة والدور العلمي الذي قامت به في هذه البلاد المقدسة.

يذكر التاريخ العلمي لهذه البلاد إلى جانب المسجد الحرام مؤسسات علمية أخرى لعبت دوراً كبيراً في إعداد الفئات المتعلمة وتخريج العلماء سواء بالنسبة للبلاد المقدسة أو البلاد الإسلامية الأخرى وهي:

المدرسة الصولتية أسست سنة ١٢٩٠ هـ

المدرسة الفخرية أسست سنة ١٢٩٦ هـ

المدرسة الخيرية أسست سنة ١٣٢٦ هـ

مدرسة الفلاح بمكة أسست سنة ١٣٣٠ هـ

وبالنظر إلى تاريخ تأسيس هذه المدارس تعتبر المدرسة الصولتية الرائدة في هذا المجال، بل إن بعض هذه المدارس وغيرها بمكة المكرمة قد انبثق عن حماس خريجيها مثل مدرسة دار العلوم الدينية⁵ أو عن إيحاء من تأسيسها والنجاح الذي لقيته من إقبال الطلاب والعلماء.

يتحدث الأستاذ أحمد السباعي عن تأسيس هذه المدرسة والدور العلمي الذي اضطلعت به في إيجاز فيقول:

((... هاجر إلى مكة علامة من أفذاذ الهند المجاهدين ضد الاستعمار الإنجليزي هو الشيخ محمد رحمة الله العثماني صاحب كتاب إظهار الحق في الدفاع عن الدين الإسلامي، ففكر في تأسيس مدرسة لتعليم الدين والعربية والقرآن، وبادرت سيدة من مثريات الهند تسمى (صولت النساء) إلى مساعدته، فشرع يبني مدرسته التي سماها (صولتية) في مكانها اليوم بحارة الباب (بالخندريسة) وكان ذلك في سنة ١٢٩٠ هـ.

وأقبل الطلبة على مدرسته إقبال الظامئين إلى مناهل العلم كما أقبل بعضهم على دروسه التي خصصها في المسجد وفي بيته بحارة الباب، إنتاجاً خدم البلاد من ناحيتها العلمية خدمة لا تزال