210

Маджалис с шейхом Мухаммадом Амином Аш-Шанкити

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

Издатель

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Место издания

الكويت

Жанры

والمعنى أن نبي الله استعاذَ بربِّه جلَّ وعلا من أنْ يكون معدودًا في عداد الجاهلين، وهذه الآية تدلُّ على أن مَنْ يستهزئ من الناس أنه جاهل لأن نبي الله موسى استعاذ بالله من أن يكون اتخذهم هزؤًا كما قالوا، ولذا قال: أعوذ بالله أنْ أكون من الجاهلين، ولمّا علموا أنَّ الأمر من الله جِدُّ، وأن الجواب مطابقٌ لسؤالهم، وأن المراد بذبح البقرة أنْ يُضْرَبَ القتيل بجزء منها فيحيا ويخبرهم بقاتله، تعنتوا وأكثروا الأسئلة فشددوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم.
قالوا مخاطبين نبيهم: يا موسى ﴿ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ﴾؛ أي: اسألْ لنا ربك يبين لنا ما هي، المراد بقولهم ﴿مَا هِيَ﴾ هنا يعنون ما سِنُّها؛ لأنَّ السؤال يوضحُهُ الجواب حيث قال لهم نبي الله موسى: ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾؛ أي: البقرة التي سألتم عنها بقرة لا فارض ولا بكر، عوان خبر مبتدأ محذوف، والمعنى لا فارضٌ ولا بكر هي عوانٌ بين ذلك.
الفارض المسنَّة التي طعنتْ في السنِّ، وكلُّ طاعنٍ في السنِّ تسميهِ العربُ: فارضًا، وكل قديم تسمِّيه: فارضًا، ومن أمثلته في كلام العرب قول خفاف بن ندبة السُّلمي يهجو العباس بن مرداس، وقيل القائل علقمة بن عَوْف:
لَعَمْري لقد أعطيتَ جارَكَ فارضًا ... تُساقُ إليهِ ما تقومُ على رجْلِ

1 / 212