حدثنا أبو العباس، ثنا عمر بن شبة، ثنا ابن عائشة، قال: حدثني سعيد بن عامر. عن جويرية قال: اقتسم عبد الله وعبد الله ابنا عباس دارًا، فقال عبد الله: يا غلام إن أخي قد ترك لي ذراعًا فأقم حبلك. فقال عبيد الله: دع لأخي ذراعين. فقال: يا غلام، إن أخي قد ترك لي ذراعين، فأقم حبلك. فقال: يا أخي كأنك تحب أن تكون الدار كلها لك؟ قال: نعم. فقال: هي لك.
حدثنا أبو العباس ثنا عمر بن شبة. حدثني ابن عائشة قال: سمعت أبي يقول: كانت دار محمد بن سليمان لرجل من بني مخزوم، فوفد إلى هشام فقال: يا أمير المؤمنين إن دار عبد الله بن نافع بن الحارث في وجه دارى، فائذن لي أن أقدم داري حتى تستوي بها. فقال: وأين دارك؟ قال: في مربد البصرة. قال: لا والله، ولا تشتري.
حدثنا أبو العباس، ثنا عمر بن شبة، حدثني ابن عائشة، حدثني أبي قال: كان حرب، وابن جدعان، وهشام بن المغيرة، يجلسون دائمًا حربًا بينهم، فمات أولهم وقعد أبو سفيان مقعد أبيه. فسكت عبد الله بن جدعان. قال هشام: إن أباك لم يقعد بيننا إلا أنه كان خيرنا. فو الله ما عاد.
وأنشد:
حتى إذا أشرف في جوف جبا
قال: وكان أنشده الفراء وقد أخطأ في إنشاده على الإضافة، إنما في جوف جبا يصف حمارًا. جبأ: رجع وجوف: اسم واد.
ويقال: بعير ذب، إذا كان لا يتقار في موضع إذا دخل الريف وأنشد:
وكأننا فيهم جمال ذبة أدم طلاهن الكحيل وقار
ويقال: ما بها كنيع، ولا دبيج، ولا لاعى قرو. والكانع: الداني الثابت؛ وكنع: دنا.
وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:
وموضع زبن لا أريد مبيته ... كأني به من شدة الروع آنس
قال أبو العباس: فقال له شيخ عنده: ليس كذا أنشدتنا يا أبا عبد الله! قال: كيف أنشدتك؟ قال: وموضع ضيق قال: يا سبحان الله، تصحبنا منذ كذا وكذا، لا تعلم أن زبن وضيق واحد.
المدماك: الدرجة سافًا بعد ساف.
أجزته إجازة وأقمته إقامة، جاءوا بالهاء عوضًا مما ألقوا.
ويقال لذت به لياذًا، إذا احتصنت به، ولاوذته لواذًا، إذا حدت عنه.
وقال الفراء: قال لي أعرابي بمنى: القصار أحب إليك أم الحلق فجاء به على الأصل.
وقال الله ﷿: " وكذبوا بآياتنا كذابًا " وهو في أكثر الكلام معدول به عن جهته.
وأنشدنا أبو العباس لابن زياد في إسحاق بن إبراهيم الموصلي:
نزورك يا ابن الموصلي لحاجة ... ونفعك يا ابن الموصلي قليل
وقال أبو العباس: قالت العرب: إنما سمينا الملدوغ سليمًا لأنه أسلم لما به. وقال بعضهم: سميت المفازة مفازة تفاولأ، أي ينجو وقال ابن الأعرابي: مهلكة؛ يقال فاز يفوز وفوز، إذا مات. ويقال فاد يفيد إذا تبختر؛ وفاد يفود، إذا مات. وابن الأعرابي وغيره يقولهما في الموت. وأنشد:
فإن كنت لا أدري الظباء فإنني ... أدس لها تحت التراب الدواهيا
وهذا مثل، يقول: إني أصطاد النساء لا الظباء الدريئة بالهمزة: الحلقة يرمى فيها المتعلم ويطعن. والدرية بلا همز: الناقة ترسل مع الوحش ليأنس بها ثم يستتر بها ويرمي الوحش؛ وهي الدرية، والذريعة، والسيقة، والقيدة يعني الناقة. وسئل أبو العباس عن العفطى مم أخذ؟ فقال: يقال عفط ونفط، إذا تكلم بكلام لا يفعهم. ويقال العافطة والنافطة. والعفط: الضرط؛ والنفط من الأنف. ويقال العافطة: الضأن، والنافطة: المعز.
وأنشد:
رأيتك في الوراد كالمسهب الذي ... إذا عطشوا يومًا فمن شاء أوردا
خذامية آدت لها عجوة القرى ... وتخلط بالمأقوط حيسًا مجعدا
ويقال: نرته، أي أفزعته. وأنشد:
إذا هم ناروا وإن هم أقبلوا ... أقبل مسماح أريب مسقل
يريد: مسلق.
وأنشد:
أنورا سرع ماذا يا فروق ... وحبل الوصل منتكث حذيق
وأنشد مثله للحطيئة:
أعدو القمصى قبل عير وما جرى ... ولم تدر ما خبرى ولم أدر مالها
عدو القمصى: أي فيه نزو. أي فرت منى أول ما أتني. والعير نظر العين.
وتقول: مررت برجل حسن الوجه، وحسن الوجه.
وأنشد لأبي زبيد يصف السبع:
كأن أثواب نقاد قدرون له ... يعلو بخملتها كهباء أهدابا
1 / 38