الكتاب: من مجالس أبي سعيد النقاش - مخطوط المؤلف: أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش المتوفى: ٤١٤ هـ رواية: أبو مطيع محمد بن عبد الواحد الصحاف
ق٢ (ب) جزء فيه من مجالس أبي سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش ﵀ رواية أبي مطيع محمد بن عبد الواحد الصحاف عنه وعنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي وعنه أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي القرشي سماع محمد بن عبد الله بن عبد الغني المقدسي عفا الله عنه

ق ٣ (أ) بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر وأعن برحمتك ١-...أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني قراءةً عليه وأنا أسمع في رجب سنة أربع وسبعين وخمسمائة بالإسكندرية، أنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن أحمد بن زكريا الصحاف المصري قراءةً عليه سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة بأصبهان في الجامع العتيق، أنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش الحافظ إملاءً، أنا أبو الحسن محمد بن محمود الفقيه المروزي، ثنا أبو علي سعيد بن عمر بن سعيد التاجر، ثنا أحمد بن عبد الله بن حكيم، ثنا مروان بن معاوية (ح) وأخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين (ح) وأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، قالوا: أنا عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (قال رسول الله ﷺ لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا، فنزلت وما نتنزل إلا بأمر ربك) . رواه البخاري عن أبي نعيم.

٢-...حدثنا أبو بكر عمر بن أحمد بن القاسم الفقيه النهاوندي، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ق٣ (ب) ، ثنا الحكم بن مروان، ثنا سلام الطويل، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن عدي بن عدي قال: قال عمر بن الخطاب ﵁: (جاء جبريل إلى النبي ﷺ في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه، قال رسول الله ﷺ: يا جبريل مالي أراك متغير اللون، فقال: ما جئتك حتى أمر الله بمنافخ النار، فقال رسول الله ﷺ: يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم، فقال جبريل: إن الله أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفئ لهبها، والذي بعثك بالحق لو أن ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض جميعًا من حره، والذي بعثك بالحق لو أن خازنًا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من فيح وجهه ونتن ريحه، والذي بعثك بالحق لو أن خلقة من حلق سلله (١) أهل النار التي نعت الله في كتابه وقعت على جبال الدنيا لارتهت (٢) وما تقارت حتى تنتهي الأرض السفلى، قال رسول الله ﷺ: حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت، قال: فنظر رسول الله ــ (١) هكذا بالأصل والصحيح "سلسلة" (٢) هكذا بالأصل ولعلها "لارتجت"

ق ٤ (أ) ﷺ إلى جبريل وهو يبكي، فقال: أتبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت؟ قال: ومالي لا أبكي وأنا أحق بالبكاء لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما يدريني لعلي أبتلى بمثل الذي أبتلى به إبليس وقد كان مع الملائكة، وما يدريني لعلي أبتلى بمثل ما أبتلى به هاروت وماروت، قال: فبكى رسول الله ﷺ وبكى جبريل فما زالا يبكيان حتى نودي يا جبريل ويا محمد إن قد أمنكما أن تعصيانه، فارتفع جبريل وخرج رسول الله ﷺ، فمر بقوم من الأنصار يضحكون، فقال: أتضحكون ووراءكم جهنم، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا ولما شبعتم الطعام والشراب ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ﷿، قال: فنودي يا محمد لا تقنط عبادي، إنما بعثتك ميسرًا ولم أبعثك معسرًا، فقال رسول الله ﷺ: سددو وقاربوا) . لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير سلام، عن الأجلح، وعنه الحكم.

٣-...أخبرنا الحسن بن محمد بن محمود المروزي، ثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السنجري، ثنا أحمد بن محمد بن أمية الساوي، ثنا أبي، ثنا عيسى بن موسى، عن مقاتل بن حيان، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب قال: (لما نزلت "فصل لربك وانحر" ق ٤ (ب) قال النبي ﷺ فقال (١): يا جبريل ما هذه النحيرة التي يأمر بها ربي؟ قال: إنها ليست بنحيرة ولكنها رفع الأيدي في ثلاثة مواطن إذا تحرمت بالصلاة، وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، إن لكل شيء زينة وزينة الصلاة رفع الأيدي في ثلاثة مواطن) . لا أعلم أحدًا رواه غير علي وعنه الأصبغ تفرد به عيسى غنجار، عن مقاتل. ٤-...أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد عبدوس الجيري بنيسابور، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق، ثنا أحمد بن حفص، ثنا أبو الوليد خالد بن يزيد، ثنا جرير بن حازم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: (أتاني جبريل، فقال: يا محمد أقرئ عمر بن الخطاب من ربه السلام، وأعلمه أن رضاه حلم وغضبه عز) ٥-...أخبرنا أبو يعلي الحسن بن محمد الزبيري بنيسابور، ثنا محمد بن المسيب بن إسحاق الإرغياني، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، ثنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن بكر بن ماعز، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله ﷺ ــ (١) هكذا بالأصل

ق٥ (أ) يقول: (أتاني جبريل، فقال: إن الله ﵎ أمرك أن تستشير أبا بكر) ٦-...أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي الجوهري ببغداد (١)، أنا أبو العباس محمد بن يونس بن موسى الكندي، أبو عامر العقدي، ثنا رباح بن أبي معروف، عن سعيد بن عجلان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر ﵄: (ألا أخبركما بمثلكما في الملائكة، ومثلكما في الأنبياء؟ مثلك يا أبا بكر كمثل ميكائيل ينزل بالرحمة، ومثلك في الأنبياء كمثل إبراهيم كذبه قومه وهو يقول "من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم"، ومثلك يا عمر كمثل جبريل ينزل البأس والشدة والنقمة على أعداءه، وكمثل نوح قال: "رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا") ٧-...أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن علي التاجر، ثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني، ثنا الحسن بن الحسين الهسنجاني، ثنا زهدم بن الحارث، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن مالك بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: (مر عمر مع النبي ﷺ على يهودي، وعلى النبي ﷺ قميصان، فقال اليهودي: يا أبا القاسم اكسني، فخلع رسول الله ﷺ أفضل القميصين فكساه، فقلت: يا رسول الله لو كسوت ــ (١) بالهامش بجانب السطر الثالث لفظة "الكذيمي"

ق ٥ (ب) الذي هو دون، فقال: أليس تدري يا عمر أن ديننا الحنفيه السمحة لا شح فيها، فكسوته أفضل القميصين ليكون أرغب في الإسلام) ٨-...أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني، ثنا هارون بن يوسف بن زياد، ثنا أبو مروان العثماني، حدثني أبي، عن عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة: (أن رسول الله ﷺ لقي عثمان عند باب المسجد، فقال: يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية، وعلى مثل مصاحبتها) ٩-...أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، عبد الله بن نمير، ثنا عامر بن السمط، عن (١) أبو الجحاف، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يا علي من فارقني فقد فارق الله ﷿، ومن فارقك فقد فارقني) ١٠-...أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الشافعي، ثنا القاسم بن أحمد الخطابي، ثنا هودة بن خليفة، نا ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء قال: (رآني النبي ﷺ وأنا أمشي أمام أبي بكر الصديق ﵁، فقال: يا أبا الدرداء أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة، ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين ــ (١) بالأصل "ثنا عامر بن السمط أبو الجحاف" والصحيح ما أثبت

ق ٦ (أ) أفضل من أبي بكر الصديق) ١١-...أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن القاسم الدهشاني، ثنا شعيب بن أحمد الجبلي، ثنا علي بن المثنى، ثنا عبيد الله بن موسى، حدثني مطر، عن أنس بن مالك قال: (كنت عند النبي ﷺ فرأى عليًا مقبلًا، فقال: يا أنس، قلت: لبيك يا رسول الله، قال إن هذا المقبل حجتي عل أمتي يوم القيامة) ١٢-... أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمد بن الليث الواسطي بها (١)، ثنا أبو الحسن أسلم بن سهل، ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد، عن أبي ليلى، عن الكريم (٢)، عن سعيد بن عمرو، عن عائشة، أن رسول الله ﷺ قال لها: (يا عائشة ما فعلت الجارية اليتيمة، وكانت عند عائشة يتيمة، قالت: قد حاضت، فشق لها رسول الله ﷺ، وقال: مريها فلتختمر) ١٣-...أخبرنا جدي أحمد بن الحسن بن أيوب التميمي، نا أبو سعيد عمران بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن يزيد بن عبد الله، ثنا معتمر بن سليمان، ثنا عبد الله بن بشر، عن محمد بن عجلان، سعيد بن المسيب، عن كعب بن عجرة، أن رسول الله ﷺ قال له: (يا كعب إذا توضأت ثم خرجت إلى المسجد فلا تشبك بين أصابعك فإنك في الصلاة) ١٤-...أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن نصر المؤدب، ثنا أبو عبد الله محمد بن ــ (١) بجانب السطر بالهامش مكتوب "محمد بن" (٢) هكذا بالأصل

ق٦ (ب) يحيى بن منده، ثنا إبراهيم بن سعيد الزهري، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر (أن النبي ﷺ بعث سعد بن معاذ مصدقًا، فقال: انظر يا سعد تجيء يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء، قال: لا آخذه ولا أجيء به) ١٥-...أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب، ثنا إبراهيم بن سعيد بن معدان بهمدان، ثنا الحارث بن عبد الله، ثنا هشيم، عن سيار أبي الحكم، قال: سمعت القسري يعني خالدًا يخطب وهو يقول: حدثني أبي، عن جدي قال: قال النبي ﷺ: (يا يزيد بن أسد أحب للناس ما تحب لنفسك) ١٦-...أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن كوشيد، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا علي بن المديني، ثنا سفيان، ثنا محمد بن عبد الله السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: (يا جابر أعلمت أن الله أحيا أباك ثم قال: سلني أعطيك، قال: أسألك أن أرد إلى الدنيا فأقتل فيك مرة أخرى، قال: إني قضيت "أنهم إليها لا يرجعون") ١٧-...أخبرنا أبو عمرو شاكر بن جعفر، ثنا عمير بن مرداس الدويفي (١)، ثنا النضر بن محمد ــ (١) هكذا بالأصل ولعله "عمير بن مرداس الزريقي"

(أ) ، ثنا هشام، عن الفضل بن عطية، عن مجاهد قال: (إن إبراهيم قام على المقام فنادى أن ربكم يأمركم أن تحجوا هذا البيت، فأجابه الحق بقول: لبيك اللهم لبيك) ١٨-...أخبرنا أبو الحسن بن يونس بن أحمد الجامعي الطبري، ثنا أحمد بن سعيد بن عثمان، ثنا عمر بن علي بن عمران الجرجاني، ثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن مجاشع التغلبي، عن أبيه، عن كميل قال: (رأيت عليًا يخوض المطر ثم دخل المسجد يصلي ولم يغسل رجليه) ١٩-...أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الجرجاني، ثنا أبو عثمان سعيد بن جعفر التستري، ثنا محمد بن مهدي، ثنا عباد، عن هشام، عن الحسن قال: (أول ما يرفع في ميزان العبد نفقته على أهله) ٢٠-...أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم، ثنا عبد الله بن عبد العزيز بن منيع، ثنا محمد بن عباد المكي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: (هذا زمان قد حلا عجبه صار رأسه دينه) شيد (١) أبو العباس الوليد بن أحمد الزوزني حكم زمانه على رجل تائب من المعصية، وهو يأكل الحرام، فقال: وهل يأكل الحرام تائب، لا إن التوبة تركك الحرام، ثم قال: إن العبد إذا أكل ــ (١) هكذا بالأصل

ق ٧ (ب) الحرام يصير الطعام في المعدة كالحجر الذي يجعل في الموضع الذي يطبخ فيه الأجر، ويشعل نار الكبد تحته فينضج، فإذا رش عليه الماء تفتت فيخرج منها دخان فيرتفع إلى الدماغ، ثم ينزل فيتفرق في الأعضاء فحينئذٍ تنظر عينه لشهوة، ويتكلم لسانه بغيبة، ويستمع بأذنه إلى كل محظور وغناء، وتبطش يده بالجناية، ورجله إلى كل بلاء، ولا يزال إلا ميت العين، ميت اللسان، ميت اليد، ميت الرجل، ميت القلب، وقال رسول الله ﷺ في الإنسان: (إذا صلحت صلح سائر الجسد) أنشدنا أبو جعفر الطبري بنيسابور قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن مهدي لنفسه كل البلاد عدوها سفهاؤها.........وبلادنا أعداؤها فقهاؤها كتبوا الحديث وصيروه تجارةً.......فهم الولاة بها وهم أمراؤها كيف احتيالي في طلاب ظلامتي.....والخصم مردود إليه قضاؤها آخر المجلس والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليمًا كثيرًا، بلغ الغرض ولله الحمد.