============================================================
159 مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية/ النص المحقق هالك إلاوجهه* [القصص/288(1).
وأما العين(2)، فقد قال: ولنصنم على عيفي} [طه/39](3).
وليس الخلاف في اليد، إنما الخلاف(4) في الجارحة.
وليس الخلاف في الوجه، وإنما الخلاف في الصورة الجسمية.
وليس الخلاف في العين، وإنما الخلاف في الحدقة.
فالمعتزلة يذهبون إلى التعطيل والتمويه(5)، والمشبهة إلى التمثيل، وآهل السنة إلى (1) أول الإمام البخاري في صحيحه (6/ 112) هذه الآية بقوله: "إلا ملكه"، فماذا تقول المجسمة في هذا التأويل الواضح من الإمام البخاري، هل يصفونه بالبدعة والضلال والجهمية والمعتزلية كعادتهم في من يؤول النصوص ويصرف النص عن ظاهره؟!!!!
(2) قال الإمام ابن الجوزي (المؤلف) في لادفع شبه التشبيه بأكف التنزيه": "ومن ذلك قوله: ولنصنع على عيني} [طه/39]، وأصنع القلك بأغينتا} [هود/ 37] . قال المفسرون: بأمرنا؛ أي بمرأى منا، قال أبو بكر ابن الانباري: أما جمع العين على مذهب العرب في إيقاعها الجمع على الواحد، يقال: خرجنا في السفر إلى البصرة. وإنما جمع لأن عادة الملك أن يقول: أمرنا ونهينا.
وقد ذهب القاضي أبو يعلى إلى أن العين صفة زائدة على الذات، وقد سبقه أبو بكر ابن خزيمة فقال في الآية: "لربنا عينان ينظر بهما". قلت [أي ابن الجوزي]: وهذا ابتداع لا دليل لهم عليه، وإنما أثبتوا عينين من دليل الخطاب في قوله عليه الصلاة والسلام: "وإن الله ليس بأعور". وإنما أراد نفي النقص عنه تعالى؛ ومتى ثبت أنه لا يتجزأ، لم يكن لما ئتخيل من الصفات وجه" .
(3) قال الإمام ابن الجوزي (المؤلف) في "زاد المسير" (158/2) : "قوله تعالى: ولئصتع على عيني} وقرأ أبو جعفر: ولتضنع بسكون اللام والعين والإدغام. قال قتادة: لتغذى على محبتي وإرادتي. قال أبو عبيدة: على ما أريد وأحب. قال ابن الأنباري: هو من قول العرب: غذي فلان على عيني؛ أي: على المحبة مني. وقال غيره: لتربى وتغذى بمرأى مني، يقال: صنع الرجل جاريته إذا رباها وصنع فرسه إذا داوم على علفه ومراعاته".
(4) أي مع المجسمة والمشيهة.
(5) يبدو أن الإمام ابن الجوزي الحنبلي استخدم بداية هذا الكتاب أسلوب التهجم على المعتزلة في موضوع التأويل ووصفهم بما وصفهم، كي لا يكون لمجسمة الحنابلة حجة عليه، إذإنهم
Страница 159