والمراتب الثلاث جائزة في الدعاء، وقد تعرض الإمام أبو العباس أحمد بن أبي العلى إدريس بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يلين الصنهاجي المصري القرافي المالكي في كتابه الدعوات إلى أن المرتبة الثانية أبلغ من الأخريين فقال:
الأدب الثامن: أن يكون الطلب بصيغة الماضي، فإن أصل الطلب أن يكون بصيغة الأمر، لكن ليس من لوازم الأمر حصول مأموره في الوجود؛ وأبلغ من هذه الصيغة صيغة الخبر المستقبل؛ وأبلغ من هذه الصيغة صيغة الخبر الماضي؛ لأن الماضي شهد العيان بوقوع متعلقه، بخلاف المستقبل، فكان التفاؤل بحصول المطلوب بهذه الصيغة أكثر. فقولنا لزيد: يديم الله سعادتك، أبلغ من قولنا: اللهم أدم سعادتك، وقولنا: أدام الله سعادتك، أبلغ من قولنا: الله يديم سعادتك، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره الطيرة، فيكون التفاؤل بلفظي الخبر مطلوبا شرعا. انتهى.
وفي هذا نظر، لأن غالب الأدعية المأثورة بصيغة الطلب، فتكون هذه الصيغة أبلغ وأكثر، لا كما قاله القرافي. والله أعلم.
2- ومن فوائد الحديث: أن لفظ الصدر الأول من الحديث غير لفظ الثاني، ومعناهما واحد، وهو أن من رحم يرحم، وهذا أحد الأقسام الثلاثة في باب اللفظ، وقد عقد سيبويه في ((الكتاب)) بابا لهذا فقال:
Страница 318