وهذا من الأوائل التي هي من فنون الحديث، وقد عني بجمعها جماعة من الحفاظ، منهم أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني، وأبو الفرج عبد الرحمن ابن علي بن الجوزي، وغيرهم. لكن لم يذكر واحد منهم في الأوائل المصنفة ما ترجمته: فلان أول شيخ لقيه فلان فأخذ عنه، ولا: أن فلانا أول من أخذ عنه فلان، ولا: هذا أول حديث سمعه فلان من فلان.
ومن الثاني: ما قال أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي سبط حماد ابن أبي سليمان: سمعت ابن عيينة يقول: أول من جاءني يطلب مني الحديث مسعر.
وهذا فيه شرف لسفيان، لأن مسعرا شيخ سفيان الثوري وسفيان بن عيينة وآخرين، وهذا من باب رواية الأكابر عن الأصاغر.
ومن الأخير -وهو أول حديث سمعه فلان من فلان- حديث: ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) لأنه مسلسل بقول كل من شيوخنا فمن فوقهم إلى سفيان عن شيخه: وهو أول حديث سمعته منه، ويقال لهذا الحديث: المسلسل بالأولية، وقد رويناه من طرق عشرة، وهذه طريق حادية عشرة:
Страница 312