============================================================
و القاطع بسيفه للكفر وتينا ، الجاعل علمه يرهان نبوته مبينا ، النازل بوم قد ولايته "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم عمي ورضيت لكم الإسلام دينا "(1) .
وعلى الأثمة من ذريته الذين ذرأهم الله سبحانه ليستخلصوا من السنابل حب الحكم ، ويفكوا الاسماع والألسنة من قبل الصم والبكم .
معشر المؤمنين : جعلكم الله من أصحاب اليمين ، وأهل البلد الأمين ، الذي أقسم به لعظم قدره فقال سبحانه :" وهذا البلد الآميين " (2) : قد سمعم من معنى قوله سبحانه : " والتين والزيتون . وطور سنين" (3) . ما استمل من آلسن الصادقين فانتفى عنه عيب من فسر 96 القرآن ا برأيه تفسيرا نزعت عنه بهجة عقل ونظر فقال : ان الله سبحانه أقسم بثمر مأكول أو حجر معلوم لكل ذي بصيرة وبصرا ب ان الانسان لا يقسم إلا بعزيز عنده ذي خطر ، ولا يحلف بدني من الأشياء محتقر ، واذا كان مستحيلا أن يقسم الانسان بداره أو بضياعه وعقاره ، ودار الانسان وضياعه معتمدة في سكناه ومعيشته كان أقسام الله تعالى بما هو أقل عنده من الدار والضياع عندنا ، ولا بضطر اليه كاضطرارنا أشد وأبلغ في مكان الاستحالة .
وكان المعتقد لاقسامه بما هذه سبيله مغرقا في الجهالة ، واذ قد مضت هذه النوبة فنعود الى شرح معنى قوله سبحانه : "وهذا البلد الأميين"(4) تماما لما شرطنا اتمامه ، وقصدا من نظمكم في سلك ذوي البصائر لما يتولى الله تعالى برحمته نظامه ، وقد كان سبق القول فيما رويناه عن (1) سورة :3/5.
(2) سورة :3195.
(3) سورة :221/95.
(4) سورة :3195.
Страница 95