============================================================
وطابوا نفوسا ، وظنوا ان ذلك في علم التوحيد غاية ، وفي معرفة الباري سبحانه نهاية وأما الخاص فان ينزه فعل الله سبحانه عن الحاجة الى المكان والزمان والعناصر ، الي هي : النار ، والهواء ، والماء ، والأرض ؛ الحالة محل الأدوات من الصانع الذي لا تتم صنعته الا بها وبوجودها ، كما لا تصح صنعة الكتابة إلا بالقلم والدواة والقرطاس : وغير ذلك من آدوات 38 الكاتب ، ان ذلك فعل أمثالنا من الناقصين ا من أجل العجز ، وان يره فعله سبحانه عن أن يفضي(1) فعله الى الكمال والتمام، شيئا فشيئا ، وحالا فحالا . كما ان هذا الفصل (2) لم تكن [كتابته إلا حرفا حرفا ](3) ولفظا لفظا ، ولما رأينا الانسان الذي تقدم ذكره لم يصبح وجوده الا بوجود النار والهواء والماء والأرض وبوساطة الأبوين والطعام والشراب، والحال جميع ذلك محل الأدوات من الصانع ، ثم لم يصح كماله الا مدرجا من نطفة الى علقة ، ومن علقة الى مضغة ، الى أن يبلغ أشده ، واستوى ما هو نظير صناعة هذه الكتابة من كتبها حرفا حرفا . نفينا كونه فعل الله سبحانه على الاطلاق ، وأوجبنا كونه فعله سبحانه بوسائط ، فإن أنكر هذا القول لضعف البصيرة منكر ، واستبشعه مسنبشع، رد إلى ما لا قبل له بالدفع في وجهه من البرهان ، فقيل له انك في الدنيا خلقت، وعلى سطح 39 أرضها ولدت ، ومن هوانها استنشقت ، ومن ا طعامها أطعمت ، وانك بالدنيا قائم ، وفيها عائش علما ضروريا ، والدنيا خلقت غير حتاجة إلى شيء مما أنت محتاج اليه منها ، ولا هي (4) متماسكة بك كتماسكك (1) يفضي : يقضي في ذ (2) الفصل : الفعل في ق (3) كتابته إلا حرفا سرفا : كناية الآخر فأحرفا في ق .
(4) مي : سقطت فيق
Страница 51