Платоновский стол: Разговоры о любви
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
Жанры
ويظهر أن هذا التعبد الحار كان صادرا عن قلب السقاء الفيلسوف بإخلاص، فأدى به إلى التعصب الذميم، فلما ظهر أريستارخوس العالم الذي قال بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس (قبل جاليليه بخمسة عشر قرنا) أمر كليانت باتهامه بالإلحاد لمعاقبته أمام جميع أهل إغريقيا، ولا يذكر التاريخ مقدار ما وصل إليه من تهييج الرأي اليوناني ضد العالم الفلكي، ولكن نظرية النظام الشمسي قتلت في مهدها بفضل ذلك السقاء الفيلسوف المصلي.
وخلفه خرسيبوس، وسار على سنة أساتذته في سمو الفكر وبساطة العيش، وقد قوى المذهب ودعمه حتى استطاعت مبادئه المقاومة خمسة قرون إلى أن ظهر بلوتينوس، وحطم آراء الماديين وهو زعيم مذهب أفلاطون المستحدث، وسيأتي الكلام عليه.
وظهرت آثار الرواقيين في اهتمام الناس بجمال الطبيعة، وحب النساء، وفي السعي وراء الملاذ، وهذا أدى بهم إلى نظم الشعر التمثيلي، وتحولت ميول الناس نحو حب الأرض، والتمتع بزرعها وضرعها، وهذا أدى بهم إلى الاشتغال بسياسة الأراضي، فاتحد أحد فلاسفتهم سفاروس مع الملك كليمومينيس في الإصلاح الزراعي الذي تم في أسبرطة، وقام بلوسيوس بتهذيب الأخين الرومانيين جراكوس ودربهم على طرق الإصلاح الزراعي في روما، وقد أدى تشبعهما بهذه المبادئ لإحداث الثورة المعروفة باسمها في التاريخ الروماني، وقد انتشر المذهب الرواقي في روما، فعلم بعض أهلها المفكرين القناعة، وبساطة العيش، وبذل النفس في سبيل الجمهورية، وظهر من رجاله كاتون الصغير الذي ذهب ضحية مبادئه.
وقد أنتج هذا المذهب في روما ثلاثة من فحول الكتاب المصلحين وهم: سنيكا (مهذب نيرون)، وإبيكتيت (كاتب أخلاقي)، ومارك أوريل (إمبراطور فيلسوف)، ويرجع الفضل لهؤلاء الثلاثة في نشر المذهب وإعلاء شأنه في العالم المسيحي.
كان سنيكا إسباني المولد (3ق.م-65ب.م) جلبته أجربينا من منفاه، ووكلت إليه تهذيب ولدها نيرون الذي صار بعد ذلك عاتية روما، وأفظع الظالمين، فعينه وزيرا، ثم عزله فتآمر عليه، وكان يرجو من وراء المؤامرة أن يخلفه على العرش.
أما إبيكتت فكان معتوقا، وعاش في القرن الثاني للمسيح يرتزق بتعليم الحكمة، وهو صاحب المثل السائر «احتمل واصفح»، وفيه من تعاليم التسامح المسيحي ما فيه.
أما مارك أوريليوس (121-180) فيكفي في ذكره بالفضل أنه لم يشبهه في ملوك الإفرنج إلا اثنان: الملك أرتور المتصوف، والقديس لويس المجاهد الصليبي.
ومبادئ هؤلاء الفلاسفة الثلاثة يمكن التعبير عنها بثلاث كلمات: «الضمير والواجب والإنسانية».
فعبارة الضمير هي أرقى ما وصل إليه البحث العقلي والبحث الخلقي في فلسفة اليونان، وعبارة الواجب مرتكزة على قول الرواقيين بأن لوغوس خلق العالم، وفرض لكل ذرة وظيفة تؤديها؛ فالواجب هو أساس الوجود، فالإنسان مخلوق ومحاط بظروف معينة تجعله بذاته قادرا على القيام بأعمال معينة لا يستطيعها سواه. وقد أخذ جول سيمون فكرة الواجب وشرحها شرحا مطولا في كتاب معروف نقلنا بعضه إلى اللغة العربية، ونشر في إحدى المجلات في 1912، ثم نقله إلى العربية برمته غيرنا. والإنسانية معناها حب الناس بعضها بعضا، والامتناع عن إلحاق الأذى ببعضهم، وأن الرق مخالف للقانون الطبيعي، وينبغي محوه من الوجود، وقال سنيكا: إن الناس تولد بحقوق متماثلة، وقد بنى رجال القانون على هذا الرأي مبدأ تحرير الناس.
والذي ساعد على نشر هذا المبدأ الرواقي في روما، وفي المسيحية هو كونه فلسفة دينية غايتها القول بوحدة الوجود الطبيعي والمادي والروحاني. (2) السينيك المشككون أو «المرتابون»
Неизвестная страница