Платоновский стол: Разговоры о любви
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
Жанры
Association d’idées .
ويقول أرسطو إن العقل هو أسمى قوى الإنسان، ولا يوجد في العقل شيء خارج عن الحواس؛ لأنه وصل إليه بطريقها، ويقول بأن العقل يهلك مع الجسم عند الموت؛ فلا سبيل إذا للقول بالخلود والبعث، وما يتبعهما من عقاب وثواب، وهي تلك العقائد الجميلة أو النظريات الأدبية التي قال بها أفلاطون نقلا عن المصريين القدماء، ونقلتها عنه بعض الأديان، ولسنا هنا في مجال تأييد أرسطو أو دحض آرائه، ولكننا في مجال فهم فلسفته وشرحها؛ لأن عمل الشارح غير عمل الناقد، وربما بحثنا في أهمية هذه الآراء على حدة.
أما كتاب أرسطو في المنطق فهو أهم كتبه، وقد شرح ابن رشد نظرية أجناس الموجودات، وهي البحث في الهوية والجوهر والعرض والكمية والكيفية والإضافة والذات والشيء والواحد والتام والناقص والكل والجزء والجميع والناقص، وقد استفاد بهذا التقسيم الفيلسوف كانط في تأليفه «نقد العقل القائم بذاته»، ولكن أرسطو في الواقع لم يهتم إلا بهوية الشيء. ولم يقصر العرب في نقل منطق أرسطو لحاجتهم إليه بصفته أداة للتفاهم والإقناع في المجادلات الفقهية، ولا نبالغ إذا قلنا إن علم الكلام مأخوذ معظمه من فلسفة أرسطو، أما كتابه في البلاغة أو الفصاحة، فقاصر على فصاحة الخطباء، وقال إن غاية الخطابة تنبيه الانفعالات الرديئة أو المغايرة للعقل، وقد دعاه هذا التعريف إلى الكلام على الأهواء، وعلى تقسيم الناس إلى طبقات وأنواع؛ لتبيين قوة التأثير في كل طبقة منها، ويظهر أنه هو لم يكن يتأثر بفعل الخطابة؛ فقد سمع أعظم خطيب في عصره، وربما كان أعظم خطيب في كل عصر، وهو ديموستين، ولم تهتز له أوتار قلبه، ولم يذكره إلا مرة أو مرتين عرضا.
وكتابه في الأخلاق «إيطيقا» هو أحسن كتبه شرحا وإفصاحا عن الغاية، ويقول فيه إن السعادة غاية الإنسان، وهو لا يختلف في شيء عن مذهب النفعيين في الفلسفة الحديثة، أمثال ستيوارت ميل وسبنسر، ولا غرابة في ذلك؛ فهو في اعتبارنا أبو الفلسفة المادية، وإن أسمى ما يرمي إليه الإنسان هو تحقيق إنسانيته الذاتية، وهذا أمر لا بد فيه من العقل. وقال إن الإنسان كائن اجتماعي بفطرته، وأكثر ميلا للاجتماع من النحل والنمل، وإنه هو العالم الأصغر، وتكلم عن الأهواء وضرورة الاعتدال فيها لتكوين الخلق الفردي، وهو يناقض سقراط وأفلاطون؛ إذ قالا بأن الفضيلة علم، وهو يقول إنها عمل وتعود على الأخلاق الفاضلة، وأن الوعظ والإرشاد والثناء على العدل لا يجعل السامع عادلا، ولكن تدريبه على العدل بالفعل يؤدي به إلى اكتساب تلك الفضيلة، ولكن إذا وافقنا أرسطو على بعض آرائه فإننا لا نوافقه على هذا؛ لأن سقراط وأرسطو كانا مصلحين، والإصلاح يتحتم فيه شرح طريقته بالنظريات، ولولا نظريات سقراط وأفلاطون ما كانت طريقة أرسطو العملية.
أما كتابه في السياسة المدنية فهو أثمن كتبه وأنفعها لأهل هذا الزمان، وقال إن أفضل الحكومات هي حكومة الفضلاء، وهو يفضل الأرستوقراطية على غيرها، وينصح بجعل العمال والصناع والزراع في درجة منحطة، وأن يسخروا لخدمة الطبقات العليا. ويقول بأن الحكم يقسم بين هيئتين: الأولى مكونة من الشباب، والثانية من الشيوخ (على هيئة مجلس النواب ومجلس السناتو أو الأعيان أو اللوردات لوقتنا هذا)، ونصح للطبقات العليا بعدم الاختلاط بالدنيا، وعدم المجاملة أو العطف بينهما، وقد رأينا في روما إلى أية النتائج أدى تطبيق هذه النظرية في عراك دائم بين الأشراف والشعب.
ونحن نخالف أرسطو في هذا الرأي وننقضه ونقول إنه يؤدي إلى أسوأ النتائج، وإنه لا يوجد نظام أفضل من العدل والمساواة في حكومة الأمم، وقد حاول أن يضع نظاما للمثل الأعلى في السياسة المدنية، فألف جزءا من كتاب قلد فيه أفلاطون في جمهوريته، ولم يتمه، ولا قيمة لآرائه في هذا الكتاب على الإطلاق.
وكتب في الشعر والفنون كتابه الشهير باسم «بوطيقا»، فقال إن العالم قطعة فنية، وإن أرقى الفنون تأليف التراجيديا، وإن الكون «تراجيديا رديئة الوضع»، وإن نجاح التراجيديا يرجع إلى «الحيلة» أو «اللغز» المترتبة عليه بقية الأجزاء، وإن عاملي الشفقة والخوف هما أهم عوامل الانفعال في التأليف الفني.
وهذا آخر كتبه.
وسنتكلم الآن عن أدباء العرب الذين اعتنوا بنقلها من اليونانية فنقول إن:
كتاب المقولات (أو قاطيغورياس أو كاتيجوري):
Неизвестная страница