266

Махд Саваб

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

Редактор

عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح

Издатель

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ومكتبة أضواء السلف

Издание

الأولى

Год публикации

1420 AH

Место издания

المدينة النبوية والرياض

يحمله إلى المنبر فكانت آخر خطبة خطب بها: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس احذروا الدنيا ولا تثقوا بها فإنها غدارة، وآثروا الآخرة على الدنيا وأحبّوها، فبحب كل واحدةٍ منهما تبغض الأخرى، وإن هذا الأمر الذي هو أملك بنا لا يصلح آخره إلا بما صلح به أوّله، ولا يحتمله إلا أفضلكم مقدرة، وأملككم لنفسه أشدّكم في حال الشدّة، وأسلسكم في حال اللين، وأعلمكم برأي ذوي الرأي لا يتشاغل بما لا يعنيه، ولا يحزن لما ينزل به، ولا يستحي من التعلم، ولا يتحير عند البديهة، قوي على الأمور، لا يخور لشيء منها حده بعدوان ولا تقصير، يرصد لما هو آت عتاده من الحذر والطاعة، وهو عمر بن الخطاب". ثم نزل فدخل، فحمل الساخط إمارته الراضي بها على الدخول معهم توصلا"١.
وعن عائشة ﵂ قالت: "كان عثمان يكتب وصية أبي بكر ﵄ فأُغمي٢ على أبي بكر، فجعل عثمان يكتب فكتب عمر، فلما أفاق قال له: "ما كتبت؟ "، قال: "كتبت عمر"، قال: "كتبت الذي أردت أن آمرك به، ولو كتبت نفسك كنت لها أهلًا"٣.
وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "كتب عثمان ﵁ عهد الخليفة بعد أبي بكر ﵁ فأمره أن لا يسمي أحدًا وترك اسم الرجل، فأغمي على أبي بكر إغماء، فأخذ عثمان العهد فكتب اسم عمر، قال: "فأفاق أبو بكر فقال: "أرني العهد"، فإذا فيه اسم الرجل عمر، قال: "من كتب هذا؟ "،

١ ابن الجوزي: مناقب ص ٥٣، ٥٤.
٢ أغمي: غشي عليه، ثم أفاق. (القاموس ص ١٧٠٠) .
٣ ابن الجوزي: مناقب ص ٥٤.

1 / 289