وجملة الكتاب وإن كثر ورقه، فليس مما يمل لأنه وإن كان كتابًا واحدًا، فإنه كتب كثيرة في خطابه، والعلم بالشريعة والأحكام، والمعرفة بالسياسة والتدبير، وقال مصعب بن الزبير: إن الناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون، ويحفظون أحسن ما يكتبون، ويكتبون أحسن ما يسمعون، فإذا أخذت الأدب فخذه من أفواه الرجال، فإنك لا ترى ولا تسمع إلا مختارًا ولؤلؤًا منظومًا» .
وقال لقمان لابنه: «يا بني نافس في طلب العلم، فإنه ميراث غير مسلوب، وقرين غير مرغوب، ونفيس حظ من الناس وفي الناس مطلوب» .
وقال الزهري: «الأدب ذكر لا يحبه إلا الذكور من الرجال ولا يبغضه إلا مؤنثهم» . وقال: «إذا سمعت أدبًا فاكتبه ولو في حائط»، وقال منصور بن المهدي للمأمون: «أيحسن بنا طلب العلم والأدب»؟ قال: «والله لأن أموت طالبًا للأدب خير لي أن أعيش قانعًا بالجهل» . قال: «فإلى متى يحسن بي ذلك»؟ قال: «ما حسنت الحياة بك» .
1 / 23