159

Маганим

المغانم المطابة في معالم طابة

Издатель

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Жанры

فهي الدِّيار التي طِبُّ (^١) المحبِّ، له … شوقٌ إليها، وتذكارٌ وإحسانُ وأَنَّةٌ وحنينٌ كلما ذُكِرَتْ … ولوعةٌ وشَجَىً منهُ وأحزَانُ يهيمُ إن لاح برقٌ أوبَدَت سحرًا … نُسيمةٌ طابَ منها الرَّنْدُ (^٢) والبانُ أوطانُ أُنس لها في القلب منزلة … وأهل حي هم في القلب سكان وليضاعفْ هناك وظائفَ الصلاة والسلام، ويزداد ذلك كلما ازداد قُرْبًا من الربا والأعلام، ثم إذا قرب دخولُه، ودنا وصولُه، فليغتسل وليتطيب بأطيب أطيابه،/٤٤ وليلبس أحسن ثيابه. أما الغسل: فقياسًا على مكة المشرفة؛ لأنها تاليتُها في الحرمة والكرامة والإكرام، ونظيرتهُا في وجوبه للتعظيم والاحترام، وهذا على قول جماهير الأعلام، من أئمة الإسلام، وأما على قول من يقول بأفضلية المدينة (^٣) وأن محلها أشرف وأعلى، فالغسل عند دخولها أجدر، وأخلق، وأولى. وأما لبس ما تهيأ من محاسن الثياب، ومفاخر ما اشتملت عليه العمائم، فلما رُوِّينا من حديث قيس بن عاصم (^٤): أنه لما قدم مع وفده أسرعوا هم بالدخول، وثبت هو حتى أزال تفَثَهُ (^٥)، وآثار سفره، ولبس ثيابه، وجاء على تُؤَدةٍ ووقار، ثم أتى إلى النبي ﷺ، فرضي

(^١) الطِّبُّ: علاج الجسم والنَّفس. القاموس (طبب) ص ١٠٨. (^٢) الرَّند: شجرٌ طيب الرائحة، والعود. القاموس (رند) ص ٢٨٤. (^٣) يرى مالك أن المدينة ومسجدها أفضل، وهو مروي عن عمر بن الخطاب وبعض الصحابة وأكثر المدنيين، وهو أحد الروايتين عن أحمد. التمهيد ٢/ ٢٥٨ وما بعدها، المواهب اللدنية ٤/ ٦٠١ - ٦٠٢. (^٤) قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر المنقري التميمي، قدم في وفد تميم على رسول الله ﷺ سنة تسع فلما رآه قال: «هذا سيد أهل الوبر». وكان عاقلًا حليمًا، توفي بحدود ٢٠ هـ. الاستيعاب ٣/ ٣٥٤ رقم: ٢١٦٤، الإصابة ٣/ ٢٤٢ برقم: ٧١٩٦. (^٥) التّفَث: إذهاب الشَّعَث والدَّرَن والوسخ مطلقًا. النهاية (تفث) ١/ ١٩١.

1 / 160