* ثانيًا: منهج المؤلف في الكتاب:
ذكر الإمامُ المُظْهريُّ في مقدمة هذا الشَّرح أنَّ زُمرة خِلَّانه وثُلَّة خُلَصائه ألحُّوا عليه في أنْ يضعَ لهم شرحًا على كتاب المصابيح، وطلبوا منه أن لا يكون هذا الشرحُ مطوَّلًا مُمِلًا، ولا مُختَصَرًا مُخِلًا، فأجابهم ﵀ إلى ذلك.
ثمَّ ذكر أنَّه أوردَ في أوَّلِ الكتاب مقدمةً في اصطلاحات أصحاب الحديث وأنواع علوم الحديث.
وأورد فيه كلَّ راوٍ لم يكن مذكورًا في متن المصابيح.
وتَرَكَ ذِكْرَ مَنْ هو مذكورٌ فيه.
ثمَّ بدأ ﵀ بذكر المقدمةِ التي وَعَدَ في معرفة أنواع علم الحديث، وقسَّمها إلى عشرينَ نوعًا.
ثمَّ شَرَعَ بشرح مقدمةِ الإمام البَغَويَّ ﵀ وما انطوت عليه من الإشارات والتنبيهات.
ثمَّ أتى على شرح أحاديث الكتاب، شارحًا لها حديثًا حديثًا، على ترتيب الإمام البَغَويَّ، وظهر من ذلك أنَّه لم يُغفِلْ حديثًا من الأحاديث إلا وشَرَحه. وقد تبيَّن من خلال شرحه ﵀ أنَّه عُني ببيان أسماء الرُّواة وضَبْطِهم؛ كقوله في حديث: "المُسلم مَنْ سَلِمَ المسلمون ... " رواه فَضالة بن عُبيد. قال: وفضالة - بفتح الفاء -: اسم جد نافذ بن قيس بن صُهيب، وكنية فَضَالة أبو محمَّد، وهو الأنصاري (١).
وكقوله في حديث: "إنَّ أعظمَ المسلمين في المسلمين جُرمًا ... " رواه
_________
(١) انظر: (١/ ١٣٢).
مقدمة / 21