وقد جاءت الإشارة إلى وقوف المؤلَّفِ عند هذا الحديث في النسخ الخطية لدار الكتب المصرية "ق"، وشستربتي "ش"، والنسخة المجهولة المصدر "م".
ولم يُذكر اسمٌ صريحٌ لهذه التتمة، ولا صاحبها الذي أتمَّ الشرحَ مبيَّنًا، وإنما جاء في النسخة الخطية مجهولة المصدر والمرموز لها بـ "م": أنَّ المؤلف وصل إلى هنا، وتوفي غفر الله له، وأتم هذا الكتاب المبارك الفقيه العالم البارع الكامل شرف الملة، قال (عثمان) مدَّ الله ظلَّه: ابتدأ شرحه من ههنا.
وجاء في النسختين الخطيتين لمكتبة دار الكتب المصرية "ق" وشستربتي "ش" مقدمة لهذه التتمة جاء فيها: "أحمدُ اللهَ حقَّ المحامد والثناء، وأشكره على جميع نَعْمائه وجزيل آلائه ... "، وفيها: "فإنَّ جمعًا كثيرًا من الأصدقاء التمسوا من هذا الضعيف أنْ أتمم "شرح المصابيح" في الحديث لمولانا وسيدنا أفضل عصره وعلامة دهره، مُظْهر الملة والدين الحسين بن محمود بن الحسين الزَّيداني قدس الله روحه، وأدام إليه فتوحه، فأجبت لملتَمسهم، ممتثلًا لأوامرهم، ومشمِّرًا له ذيلَ تقصيري بيُمن نَفَسِهم، واستخرتُ الله تعالى مستعينًا به، ومستمدًا بكرمه ﷻ أن لا يكلَني إلى نفسي وجهلي، ويعينَني على إتمامه، ويوفِّق لي تحصيلَ ما هممتُ إليه ... ".
ثم جاء في نهاية النسخة الخطية "م". "هذا آخر تتمة شرح مولانا وسيدنا الإمام مظهر الدين، قدس الله روحه"، ثم جاء: "تممتُ هذا الكتاب بعون الله تعالى وطلب غفرانه في شهر الله الأصمَّ رجبٍ المرجَّب من سنة اثنتين وستين وسبع مئة الهلالية. كتبه محمَّد بن أحمد بن محمَّد الأبهري حامدًا ومصليًا".
فينظرُ فيما جاء في اسم صاحب التتمة في النسخة الخطية "م" وأنَّ اسمه عثمان، وما جاء في آخرها من كتابة هذه التتمة سنة (٧٦٢ هـ) بيد محمَّد بن أحمد ابن محمَّد الأبهري، وهل هو المتمِّم أو الناسخ؟
مقدمة / 19