136

Ключи к объяснению Масабих

المفاتيح في شرح المصابيح

Исследователь

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Издатель

دار النوادر

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Жанры

وأن تعطوا من المغنم الخُمس، وإن قرئ و"إقام الصلاة" وما بعدها بالرفع على أنها معطوفةٌ على "شهادة" يكون الجميع من الإيمان، فيكون الجميع واحدًا، فأين الثلاثة الباقية من قوله: "فأمرهم بأربع"؟. قلنا: فسَّر ﵇ الإيمان بخمسة أشياءَ، وهي الشهادةُ إلى قوله: "وأن تعطوا من المغنم الخمس" ولكن ما أمرهم به من هذه الخمسة أربعةٌ وهي: إقامُ الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وإعطاء الخُمس من المغنم. وأما الشهادة فليست مما يأمرهم بها؛ لأنهم كانوا مسلمين مُقرِّين بكلمتي الشهادة، فقول الراوي: (أمرهم بأربع) يعني الأربعةَ التي هي: إقامُ الصلاة وما بعدها، وإنما قال: (أمرهم بأربع) وعدَّ خمسًا لأنه عَلِمَ أنه لا يَخْفَى على العلماء أن الشهادة ليست ممَّا يأمرهم النبي بها؛ لأنه قد ذكر في أول الحديث ما يدل على إسلامهم، وهو قولهُ ﵇: (مرحبًا) ولم يقل النبي ﵇ هذا اللفظ إلا للمسلمين، وقوله: (غير خزايا ولا ندامى): يدل على إسلامهم لأن الكفار يكونون خزايا وندامى، والمسلمون هم الذين غيرُ خزايا ولا ندامى محقَّقٌ في حقهم. وقولهم: (يا رسول الله) أيضًا دليلٌ على إسلامهم؛ لأن الكافر لا يقول لمحمدٍ ﵇: يا رسول الله، فإذا تقَّدم هذه الأدلة على إسلامهم، لم يَخْفَ أن النبي ﵇ لم يأمرهم بالشهادة بل بغيرها ممَّا يذكر بعدها، إلا أن الراوي قال: (أمرهم بأربع) ثم قال: (أمرهم بالإيمان بالله تعالى وحده) وذكر الخَمس في تفسير الإيمان لزوال الخفاء أنَّ الشهادة ليست مما أمرهم به، فلا يجوز في "إقام الصلاة" وما بعدها إلا الرفعُ؛ لأنها معطوفةٌ على قوله ﵇: "شهادة أن لا إله إلا الله" هكذا ذكر الخطَّابي. وقوله: "بالله وحده": (وحده) نصبٌ على الحال، وتقديره: الله

1 / 92