116

Ключи к объяснению Масабих

المفاتيح في شرح المصابيح

Исследователь

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Издатель

دار النوادر

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Жанры

ويحتمل أن تكون الباء بمعنى (من)، كما يقال: اسمعْ مني، وسمعت هذا الحديث من فلان، فعلى هذا الاحتمال تكون الباء هنا كالباء التي في قوله: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ [الأنسان: ٦]؛ أي: عينًا يشرب منها. وقد جاء الباء بمعنى (عن) أيضًا، كقوله: ﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾؛ أي: فاسأل عنه خبيرًا، و(من) و(عن) متقاربان في المعنى. "الأمة": الجماعة التي تَؤُمُّ جهة واحدة؛ أي: تقصد، أو تؤم أمرًا واحدًا، ويقال لأهل زمان واحد: أمة، ولجماعة يتبعون نبيًا: أمة. والأمة على قسمين: أمة دعوة، وأمة إجابة؛ فأمة الدعوة: هم الذين بعث عليهم نبي، ويدعوهم إلى الله تعالى، سميت تلك الأمة أمة الدعوة، سواء أجابوا ذلك النبي أو لم يجيبوا، وأمة الإجابة: هم الذين أجابوا ذلك النبي. والمراد بالأمة في هذا الحديث: أمة الدعوة. وإنما خُصَّت اليهود والنصارى في هذا الحديث بالذكر؛ لأنهما أهلا كتابي التوارة والإنجيل، وهم أشرفُ وأخصُّ ممن لم يكن لهم كتاب من الأمم الباقية، فإذا ذكر أن اليهودَ والنصارى يصيرون كفارًا بترك الإيمان بمحمد ﵇ مع زيادة شرفهم على غيرهم من الأمم، فأَنْ يصيرَ غيرهم من الأمم كفارًا بترك الإيمان بمحمد ﵇ أولى. قوله: "ثم يموت ولم يؤمن" إشارةٌ إلى أن من آمنَ في آخر عمره يكون إيمانُهُ مقبولًا؛ لأنه آمن قبل أن يموت، فلم يمت كافرًا. وقوله ﵇: "ولم يؤمن بالذي أرسلت به" إشارةٌ إلى أن الإيمانَ بجميع أحكام الإسلام واجبٌ، ومن قال: آمنت بأن محمدًا رسول الله، ولكن محمدًا رسول الله إلى بعض الناس، فهو كافر؛ لأنه لم يؤمن بقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾ [سبأ: ٢٨]، قيل: تقديره: وما أرسلناك إلا لتكون رسولًا

1 / 72