============================================================
1269 مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار قوله -جل وعز: قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم())1 التفسير فقالت الملائكة إقرارا بالعجز واعتذارا عن قولهم الأول: "سبحانك" تنزيها لك عن الاعتراض عليك في حكمك والمعارضة لحكمتك؛ وقيل: تنزيها وتعظيما عن أن يستقل بعلم الغيب أحد سواك، وأن نقول ما لا يليق بجلالك من الصفات.
و"سبحان"2 منصوب على المصدر في قول الجليل، أي نسبح سبحانا. قال الفراء: فجعل سبحان في موضع التسبيح، كما يقول كفرت عن يميني تكفيرا وكفرانا.
وقال سيبويه: "سبحان" اسم يقوم مقام المصدر كما يقول: كلمته كلاما و سرحته سراحا.
وقال طلحة بن عبدالله: سألت رسول الله -صلى الله عليه وآله - 1153أ عن تفسير سبحان الله فقال: "تنزيه الله من السوء"".
قال ميمون بن مهران: "سبحان الله" اسم يعظم الله به ويحاشى به من السوء و في تقديم التسبيح على الجواب وجهان، أحدهما: أنه على وجه التعجب لسؤالهم عما لم يعلموه، والتانى: لتنزيهه عن خفاء ذلك عليه وعن ان يعترض عليه في حكمه. قال الحسن: فزعوا إلى التوبة وإليها يفزع كل مؤمن، وهو كقوله: غفرانك. ثم قولهم: (لا علم لنا إلا ما علنتنا) وفي هذا إضمار، أي وليس هذا مما علمتنا، إنك انت العليم بخلقك من غير تعلم، الحكيم في أمرك من غير تحكم عليك. والحكيم له معنيان4 أحدهما: المحكم للفعل كالأليم بمعنى المؤلم والسميع بمعنى المسمع؛ والثاني: الحكيم بمعنى العالم، والحكم بمعنى العلم، والحكم بمعنى القضاء بالعدل، والحكيم بمعنى المصيب في أفعاله، قاله المبرد.
وقال أهل اللغة: الأصل في الحكمة المنع. قال جرير: "احكموا سفهاءكم" أي امنعوهم 1. هذه الآية غير مذكورة أصلا، بل يأتي تفسيرها في سياق الآية السابقة، ونحن ذكرناها جريا على طريقتنا في كتابة الآية المفسرة كاملة قبل تفسيرها.
2. في الهامش عنوان: النحو.
33. في الهامش عنوان: التفسير النحو.
4. في الهامش عنوان: اللفة.
ليتهنل
Страница 332