125

============================================================

مفاتيح الفرقان في علم القرآن /59 الفصل الحادي عشر في إعجاز القرآن نظما وفصاحة وجزالة وبلاغة وهداية النظم قد يراعى كماله وشرفه في تناسب الحروف، وتوافق1 مخارجها؛ فلا ينظم بين الحاء والعين، والقاف والغين، والضاد والطاء، إلى غيرها مما يثقل على اللسان التفوه به: فجميع ما في القرآن من الحروف المنتظمة كلمات على تناسب وتناصف لايوجد مثله في كلام العرب وسائر اللغات.

وقد يراعى كماله وشرفه في تأليف الكلمات على تناسب بين الثلاثي والرباعيا والخماسي والسداسي، وعلى ازدواج بين لفظين متقاربين في الحروف، متناسبين في المعنى.

وكذلك نظم آية بآية، فالشرف فيها اتساق المعاني -23 ب ، واتفاق المقاطع والمباني، وتناسب الصدور والأعجاز، والمبادي والغايات.

وكل الشرف2 في نظم الحروف بعضها ببعض إنما يكون2 في اللفظ المجرد دون المعنى، وكل الشرف في نظم الآيات بعضها ببعض فإنما يكون في المعنى المجرد دون اللفظ: والشرف في نظم الكلمات بعضها ببعضن فإنما يكون من الجهتين: اللفظ والمعنى.

وأما الفصاحة فإنما تتحقق على وجهين: أحدهما إفصاح اللفظ عن مخارجه بالصحة والصفوة؛ والثانى إفصاح المعنى عن الالتباس بغيره باللفظ المطابق له، المعبر عن حقيقته المساوي له في عمومه وخصوصه. تم قد تكون الفصاحة في لفظ واحد، وقد تكون في لفظين فصاعدا: وقد يعبر4 عن شيء واحد بألفاظ مختلفة؛ فيكون أحدها أدل على المقصود. وأعرب عما في الضمير؛ فيسمى ذلك اللفظ أفصح الألفاظ.

وأما الجزالة، ففد تكون من وجهين: احدهما في مفردات الألفاظ، وهو اختبار النلاني 3. س: تكون.

2. س: للشرف.

1. س: يوافق.

4، س: تعجر ليتهنل

Страница 125