Введение в экзистенциальную психотерапию

Кадил Мустафа d. 1450 AH
82

Введение в экзистенциальную психотерапию

مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي

Жанры

وليس تنظيما ذا قواعد محددة المعالم. وهذا ما يجعل ترتيبات الممارسة اليومية الخاصة به شيئا يصعب تحديده. فهي تتباين تباينا كبيرا وتتوقف على انتماء المعالج الأيديولوجي والتنظيمي.

يسعى المعالجون ذوو التوجه الوجودي لتحقيق علاقات مع مرضاهم تتسم بالصدق والمكاشفة المتبادلة. وهم وفق ذلك ينظمون المشهد العلاجي. فلا مناضد تقف بين المريض والمعالج، ولا حوائط مغطاة بشهادات توحي بالسلطة. يتخاطب المعالج والمريض بندية وبالاسم الأول لكليهما. يحاول المعالج جهده أن يخفض الغموض والسرية في العملية العلاجية، ويجيب عن الأسئلة بصراحة وتمام، لا أن يبقى جامدا في محاولة لإثارة التحريفات الطرحية.

تؤدي العلاقة بين المعالج والمريض وظائف مركزية كثيرة في العلاج. فهي مثلا تساعد المريض على أن يجلو علاقاته الأخرى ويخلصها من الشوائب. فجميع المرضى تقريبا يحرفون جانبا من علاقتهم بمعالجتهم. وبوسع المعالج، إذ يمتح من معرفته بنفسه وخبرته برأي الآخرين فيه، أن يساعد المريض على أن يميز بين الواقع والتحريف.

هناك أيضا فائدة كامنة فيما ينهجه المدخل الوجودي من دفع المريض إلى إقامة علاقة حقيقية مع المعالج (كنقيض لعلاقة الطرح). فما إن يصبح المريض قادرا على أن يقيم علاقة عميقة بالمعالج حتى يكون ذلك شهادة على أنه قد تغير. إنه ليتعلم أن إمكانية الحب تكمن داخله، وتعوده مشاعر كانت هاجعة فيه. ولا ضير أن تكون صلته بالمعالج عابرة مؤقتة؛ فخبرة الألفة هي خبرة باقية لا يمكن أن تسلب أو تنتزع. فهي تبقى في عالمه الداخلي كنقطة مرجعية دائمة وعلامة تذكره بقدرته على الاقتراب الحميم، وقابليته للود والألفة.

إن لقاء حميما مع معالج هو خبرة تحمل للمريض ما لا تحمله علاقاته بسائر الناس. فالمعالج أولا: هو شخص يكن له المريض احتراما خاصا. والمعالج ثانيا: وهو الأهم، هو شخص (ربما الوحيد) يعرف المريض معرفة حقة ... يعرفه كما هو بالفعل. فأن تفضي إلى شخص بأدق أسرارك وأفحش أفكارك وأخفى أحزانك وتفاهاتك وأهوائك ثم تبقى مقبولا من جانبه؛ تلك خبرة إيجابية إلى أقصى حد.

ثمة خلاف كبير حول طبيعة العلاقة المثالية التي ينبغي أن تكون عليها علاقة المعالج والمريض. فالمعالج لا يخلو عالمه من غضاضة ليس منها بد؛ إن مفاهيم مثل: جلسات مدتها خمسون دقيقة، كذا جنيها في الساعة، الدفع عند طرف ثالث؛ لا شك غير مريحة ولا تتسق مع تصورنا المعتاد للعلاقة الراعية الأصيلة. زد على ذلك أن علاقة «المعالج-المريض» تفتقر تماما إلى صفة التبادلية؛ فالمريض هو الذي يذهب إلى المعالج طلبا للعون، بينما المعالج لا يذهب إلى المريض.

يؤكد جميع المفكرين الوجوديين من أمثال إريك فروم

E. Fromm

3

وأبراهام ماسلو

Неизвестная страница