Введение в экзистенциальную психотерапию
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
Жанры
العمل العلاجي الجمعي إذن لا يتيح للأفراد فحسب أن يعيروا أسلوب علاقتهم بعضهم ببعض، بل يكشف لهم أيضا بقوة ووضوح إلى أي حد كانوا هم أنفسهم مساهمين في خلق مأزقهم الحياتي الخاص، وهو كما نرى ميكانيزم علاجي وجودي واضح.
وكثيرا ما يستخدم المعالج مشاعره الخاصة لكي يستبين مدى إسهام المريض في خلق مأزقه الحياتي الخاص. ولنضرب لذلك المثال التالي:
هذه مريضة بالاكتئاب في الثامنة والأربعين من عمرها، كانت تشكو بمرارة سوء معاملة الأبناء لها. كان أبناؤها لا يحفلون برأيها، وكانوا يضجرون منها ، وحين يحزب أمر يتوجهون بحديثهم إلى أبيهم. عندما أرهف المعالج انتباهه إلى أحاسيسه تجاه هذه المريضة تبين في صوتها نبرة ناحبة تهيب به ألا يأخذ كلامها مأخذ الجد، وأن ينظر إليها كطفلة بشكل ما. وقد أفضى إليها بهذه المشاعر فعاد عليها ذلك بفائدة عظيمة، وبدأت تفطن إلى طفولية سلوكها في مجالات كثيرة، وتدرك كيف أن أبناءها كانوا يعاملونها بالضبط كما كانت «تطلب» هي أن تعامل (تطلب ذلك ضمنا خلال نحيب صوتها وأعذارها القائمة على الضعف واكتئابها ومسكنتها).
كثيرا ما يواجه المعالجون حالات مرضى مصابين بهلع بسبب أزمة قرار يمرون بها. يصف يالوم (1981م) طريقة علاجية لتناول مثل هذا الموقف. تتمثل الخطة الأساسية للمعالج في كشف النقاب عن المتضمنات الوجودية للقرار وتقييمها. كانت مريضة يالوم أرملة في السادسة والستين من عمرها. جاءت تلتمس العلاج إذ كانت حائرة مكروبة بسبب أزمة قرار. كان لديها منزل صيفي تريد بيعه ولكنها عاجزة عن اتخاذ قرار البيع. كان هذا المنزل يبعد مائة وخمسين ميلا عن محل إقامتها الدائم. وكان يتطلب عناية دائمة وانتباها مستمرا لرعاية الحديقة والصيانة والحماية، مما يشكل عبئا كبيرا على امرأة واهنة مسنة. وكان للاعتبارات المالية دخل أيضا في هذا القرار. وقد سألت كثيرا من الماليين والعقاريين أن يقدموا لها العون في اتخاذ الرأي.
شرع المعالج والمريضة يستكشفان كثيرا من العوامل الداخلة في القرار. ثم أمعنا في الاستكشاف إلى عمق أكبر. وفي الحال بزغ عدد من الأمور المؤلمة: كان زوجها قد توفي قبل عام وكانت لا تزال في حداد عليه. وكان المنزل لا يزال يغنى بحضوره، والأدراج والخزانات تعج بممتلكاته الشخصية. كان قرار بيع المنزل يستلزم قرارا آخر بأن تستوعب المرأة حقيقة أن زوجها لن يعود أبدا. وثمة عامل آخر هو القيمة الترفيهية للمنزل. لقد طالما أسمته فندقها؛ لأنها كانت تستضيف فيه دائما أعدادا كبيرة من الناس. كانت السيدة تعتبر المنزل هو «ورقتها الرابحة»، وقد بدأت تداخلها شكوك كبيرة فيما إذا كان أحد سوف يظل يزورها دون إغراء عقارها الجميل. كان قرار البيع إذن يطوي داخله امتحانا لإخلاص أصدقائها وولائهم، ومجازفة قد تورث الوحدة والعزلة. وكان هناك سبب بعد يتمركز على مأساة حياتها الكبرى؛ فقد كانت هذه السيدة بتراء لا أبناء لها. وقد طالما تخيلت العقار ينتقل إلى أولادها وأولاد أولادها. إلا أنها كانت الورقة الأخيرة ونهاية الخط. بذلك يكون قرار بيع المنزل بمثابة اعتراف بفشل مشروعها الأكبر للخلود الرمزي. لقد استخدم المعالج قرار بيع المنزل كنقطة انطلاق إلى هذه المسائل الأعمق، وتمكن في النهاية أن يساعد هذه السيدة على أن تندب زوجها ونفسها وأولادها الذين لم يولدوا.
ما إن يتم التناول الاستيعابي للمعاني الأعمق لقرار ما حتى ينزلق القرار بذاته بتلقائية ويسر. وفي حالة مريضتنا هذه فقد استطاعت بعد حوالي اثنتي عشرة جلسة أن تتخذ قرار البيع دون جهد. (3) إدارة العلاقة العلاجية
العلاج الوجودي هو نموذج إرشادي
paradigm
أو إطار مرجعي
frame of reference
Неизвестная страница