Введение в экзистенциальную психотерапию
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
Жанры
وتصادف أن تكون هذه المريضة جزءا من مشروع بحث علمي عن العلاج النفسي. فطبقت عليها القياسات النفسية المتعلقة بالنتائج العلاجية. ويمكن أن نصف نتائج علاجها بأنها كانت ممتازة على جميع المقاييس المستخدمة: مقياس قوائم الأعراض، تقييم المشكلة المستهدفة، مقياس اعتبار الذات ... واضح أنها حققت تحسنا عظيما.
رغم كل ذلك، يمكننا أن نقول بكل الثقة: إننا نعتبر هذه الحالة واحدة من الحالات التي فاتتها الفرصة العلاجية الحقيقية، ونعتبر هذا العلاج واحدا من العلاجات واحدا من العلاجات التي أخطأت المرمى!
ولننعم النظر في حالة مريضة أخرى تمر بنفس الموقف الحياتي ونفس الظروف والملابسات على نحو يكاد يكون صورة طبق الأصل. في هذه الحالة الثانية عمد المعالج - وكان ذا توجه وجودي - إلى تعزيز الرعدة لا تخديرها. كانت هذه المريضة تمر بما أسماه كيركجارد «القلق الإبداعي». وقد شاء كل من المعالج والمريضة أن يدعا القلق يقودهما إلى أصقاع هامة للبحث والاستقصاء. حقا كانت هذه المريضة تعاني من متلازمة (زملة) العش الخالي، ومن مشاكل اعتبار الذات، وكانت تحب ولدها، وإن كانت أيضا تحسده على الفرص الحياتية التي لم تتح لها أبدا. وبطبيعة الحال كانت تشعر بالذنب إزاء هذه الوجدانات الوضيعة.
لم يكن هذا المعالج يقنع بالحل اليسير فيدبر لها طرقا تساعدها على ملء وقتها الشاغر. بل انطلق في استكشاف لمعنى الخوف من العش الخالي. لقد كانت دائما تتوق إلى الحرية، فما بالها الآن فزعة منها؟ ما السبب؟
شاء حسن الطالع أن يضع في يد المعالج هذا الحلم الذي أضاء له معنى الرعدة. روت المريضة أنها رأت في المنام أنها تمسك بشريحة فوتوغرافية مقاس 35 ميليمترا تصور ولدها وهو يتلاعب بالكرات كالحاوي ويتشقلب كالبهلوان. وجعلت تتأمل الشريحة ببساطة وحسن نية. إلا أنها كانت صورة غير عادية، إذ كانت تبرز الحركة. لقد شهدت ولدها في أوضاع حركية عديدة في نفس الوقت. وفي تحليل الحلم كانت تداعياتها الذهنية تدور حول تيمة «الوقت» ... «الزمن». كانت الصورة تقبض على الزمن والحركة وتؤطرهما. كانت تحفظ كل شيء حيا؛ ولكنها توقف كل شيء أيضا وتثبته. كانت تجمد الحياة. «الزمن يتحرك»، قالت: «ولا سبيل إلى إيقافه؛ لم أرد جون أن يكبر ... سواء أردت ذلك أم لم أرد فالوقت يتحرك ... يتحرك بالنسبة لجون ويتحرك بالنسبة لي أيضا.»
التناهي ... الفناء ... هو موضوع هذا الحلم. لقد وضع لها تناهيها في بؤرة واضحة. وبدلا من أن تهرع إلى شغل الوقت بشتى التلهيات فقد تعلمت أن تعرف للوقت قيمته وتقدره حق قدره كما لم تفعل من قبل. لقد دخلت في النطاق الذي وصفه هيدجر ب «الوجود الأصيل»
authentic being
وأخذها الدهش، لا للطريقة التي توجد بها الأشياء، بل بالأحرى لوجود الأشياء على الإطلاق ... الوجود ذاته.
يستطيع المرء أن يبرهن بالحجة على أن المريضة الثانية قد أفادت من العلاج أكثر مما أفادت المريضة الأولى. ولكن من غير المتاح أن يثبت هذه النتيجة بأي مقياس معياري للمآل. لعل المريضة الثانية قد بقي لها من القلق أكثر مما بقي للمريضة الأولى. ولكن القلق جزء من الوجود، ولن يتسنى لأي فرد آخذ في النمو والإبداع أن يتحرر منه أبدا. (2) العلاج
يجد العلاج الوجودي مجاله ويصول صولته في المشهد العلاجي الفردي بالدرجة الأساس. غير أن كثيرا من التيمات والبصائر الوجودية قد تطبق بنجاح في كافة المواقف العلاجية الأخرى بما فيها العلاج الجمعي والعلاج الأسري وعلاج الأزواج، وغيرها.
Неизвестная страница