Введение в экзистенциальную психотерапию
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
Жанры
يكتشف المرضى في العلاج النفسي أن العلاقات الشخصية قد تخفف وطأة العزلة ولكنها لا يمكن أن تمحوها. ويتعلم المرضى الذين يمارسون النمو في العلاج النفسي مردود الألفة وحدودها أيضا! أي ما لا يمكن أن يأخذوه من الآخرين.
إنها لخطوة كبرى في العلاج النفسي أن نحث المرضى أن يتجهوا مباشرة إلى العزلة الوجودية ولا يراوغوها. وأن ينغمدوا ببسالة في مشاعر الوحدة والتيه. إن الذين يفتقرون في حياتهم إلى خبرات الألفة الحقة والعلاقة الأصيلة هم العاجزون بخاصة عن تحمل العزلة. وقد أثبت أوتو ويل أن المراهقين الذين ينشئون في أسر تعهدتهم بالحب والمساندة يكونون أقدر على تركها وتحمل البعد والوحدة إذا ما أزف وقت الانفصال عنها في مقتبل الشباب. بينما يجد الذين نشئوا في أسر معذبة مفككة صعوبة كبيرة في ترك الأسرة. ربما يبتدر إلى توقعنا أن هؤلاء المعذبين أجدر بهم أن يهللوا ويبتهجوا إذ يستشرفون مرحلة التحرر والانعتاق من مثل هذه الأسر. ولكن العكس هو ما يحدث. فكلما ساءت الأسرة واضطربت تعذر على الأبناء تركها. لكأن هؤلاء الأبناء لم تحسن الأسرة تجهيزهم للانفصال، ومن ثم فهم يتشبثون بها كدريئة تقيهم ألم العزلة والقلق.
يجد كثير من المرضى صعوبة هائلة في قضاء الوقت بمفردهم. وهم بالتالي ينظمون برنامج حياتهم بحيث يقصون أي وقت للوحدة. ومن المشاكل الجسيمة التي تتبع ذلك أنهم يستميتون في التماس ضروب معينة من العلاقات. إنهم بطريقة أو بأخرى لا يرتبطون بالشخص الآخر بعلاقة أصيلة ولا يكنون له حبا حقيقيا، بل يستعملون الآخرين لكي يتجنبوا بعض الألم المصاحب للعزلة. وعلى المعالج أن يجد طريقة يساعد بها المريض على مواجهة الوحدة بتدرج مناسب، وفي ظل نظام من الدعم والمساندة ملائم لذلك المريض. وينصح بعض المعالجين مرضاهم في مرحلة متقدمة من العلاج بأن يلزموا أنفسهم بفترات من الوحدة، أو يصفون لهم جرعات زمنية من العزلة يفرضونها على أنفسهم فرضا، ويرصدون أثناءها أفكارهم ومشاعرهم ويسجلونها. (3-5) اللامعنى والعلاج النفسي
لكي يتمكن المعالجون من تناول اللامعنى بكفاءة واقتدار، يجب عليهم أولا أن يزيدوا حساسيتهم لهذا الموضوع ... أن يصغوا بطريقة مختلفة ... أن يصبحوا على وعي ودراية بأهمية المعنى في حياة الأفراد. قد تكون هذه المشكلة غير محورية عند بعض المرضى. ولكن هناك من المرضى من يكون إحساسهم باللامعنى عميقا غامرا. وقد قدر يونج يوما أن أكثر من ثلاثين بالمائة من مرضاه يطلبون العلاج بسبب إحساسهم بخلو حياتهم من المعنى.
6
يجب أن يرهف المعالج حسه لالتقاط البؤرة الإجمالية والوجهة العامة لحياة المريض. هل هذا المريض يتجاوز نفسه ويتناول باهتمامه أشياء تتخطى ذاته؟ يروي يالوم (1981م) أنه كان يعالج كثيرا من الشبان المنغمسين في أسلوب حياة العزاب بكاليفورنيا، والذي يتميز إلى حد كبير بالحسية والصخب الجنسي والسعي إلى الوضع المرموق والأهداف المادية. يذكر يالوم أن علاجه قلما كان يفيد ما لم يتمكن من إقناع المريض أن يركز على شيء ما يتجاوز هذه الأهداف.
بمجرد أن ينجح المعالج في أن يزيد حساسية مرضاه لهذه المسائل، يستطيع أن يعينهم على أن يركزوا على قيم تتجاوز أنفسهم. يستطيع مثلا أن يبدأ في سؤال المريض عن أنظمته الاعتقادية، ويتقصى بعمق مسألة حبه لشخص آخر، ويستعلم عن آماله وأهدافه البعيدة المدى، ويستكشف اهتماماته ومساعيه الإبداعية.
يقول فيكتور فرانكل، وهو خير من عرف للمعنى أهميته في السيكوباثولوجيا المعاصرة: «السعادة تأتي ولا يؤتى بها.»
فكلما التمسنا الإشباع الذاتي عن عمد وقصد راوغنا وأفلت منا، ولكن كلما حققنا معنى يتجاوز ذاتنا واتتنا السعادة عن رضا وطيب خاطر. ويرى فرانكل أن هذا يعني بعض المرضى يجب أن نحثهم على أن يصرفوا نظرهم عن أنفسهم. وهو ما يسميه فرانكل «خفض التفكر»
dereflection .
Неизвестная страница