Общее введение в фикх
المدخل الفقهي العام
Издатель
دار القلم
Жанры
المدن الإسلامية الكبرى بأمشاج من الأمم وعناصر مختلفة الأجناس، فكان لا بد إذن من أن يجد في شؤون الاجتماع والسياسة أحداث تستدعي النظر فيما يصلح لها من الحلول الفقهية، وأن يحتاج المسلمون إلى نظم وأحكام من روح الإسلام لم يكن في عهد الرسول ما يضطرهم إليها، ويدفعهم إلى التفكير فيها.
لذلك كان لا بد لصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام من الاجتهاد في حلول تلك الأمور المعقدة التي تعرض لهم .ا وقد كانت طريقتهم في اجتهادهم هذا أن يلجؤوا إلى كتاب الله، فإن وجدوا فيه الحكم فيما يريدون تمسكوا به، وإن لم يجدوه اتجهوا إلى المأثور عن رسول الله ، واستثاروا ذاكرات أصحابه فيما يحفظون عنه من حكم في القضية. فإن لم يكن بينهم من يحفظ حديثا عن رسول الله في الموضوع التجؤوا إلى استعمال "الرأي" فاجتهدوا بآرائهم وحكموا أفهامهم فيما يرونه أشبه بالمعروف من مقاصد الشريعة وقواعدها في إقامة العدل واستقامة المصالح التي أوضحت سبلها.
ومثلهم في ذلك مثل القاضي المقيد بنصوص قانون، فإذا لم يجد في النص ما يحكم به في قضية بين يديه طبق ما يراه عدلا وانصافا أقرب إلى غرض الشارع.
/11 - معنى الرأي: وقد أوضح ابن القيم في كتابه "إعلام الموقعين" (76/1) معنى الرأي" الفقهي على حد ما كان يفهمه الصحابة، فأفاد أن الرأي هو اما يراه القلب بعد فكر وتأمل وطلب لمعرفة وجه الصواب مما تعارض فيه الأمارات".
والرأي بهذا المعنى أوسع من مفهوم القياس الفقهي الخاص، وهو الحاق أمر غير منصوص على حكمه بأمر منصوص على حكمه لعلة مشتركة جامعة بينهما" لأن الرأي بهذا المعنى يشمل القياس المذكور ويشمل أيضا الاستحسان والاستصلاح اللذين تقدم بيانهما في بحث المصادر التبعية.
Страница 173