فدخل إليها أولا المقدم عبد الله وولده المقدم حسين برجالهما المتنيين الأشداء، واضطرمت نار الحرب وأبلوا بلاء حسنا. فدخل عسكر الأمير حيدر القرية عنوة، واشتبك القتال بين الحزبين حتى كثر عدد القتلى، وكان كل من له عدو يفتك به، فقتل المقدم حسين اللمعي الأمير محمدا الصواف عدوه صاحب المتن اليمني واثنين من آل علم الدين. وما تكبدت الشمس السماء حتى عقد لواء النصر للقيسيين، واستظهروا على اليمنيين الذين تمزق شملهم كل ممزق. وقبضوا على محمود أبي هرموش وأربعة من الأمراء اليمنيين وهم الأمراء يوسف وعلي ومنصور وأحمد من آل علم الدين الذين قتلهم الأمير، فظن المؤرخون أن سلالتهم انقطعت؛ لأنهم كانوا سبعة، فقتلوا منهم أربعة بعد أسرهم وفي الموقعة ثلاثة، ولكن فر أحدهم من تحت السيف إلى دمشق
9
فأحيا سلالتهم.
ولما فاز الأمير في هذه الموقعة، أقطع أعوانه القطائع وأعاد إلى مقدمي آل اللمع إمارتهم،
10
وكتب إلى الباقين الأخ العزيز، فصاروا من طبقة المشايخ ولهم امتيازاتهم الخاصة،
11
وتزوج من الأمراء اللمعيين وزوجهم، فتوثقت بين الأسرتين الشهابية واللمعية علائق المودة. وأكثر الأمير حيدر قطائعهم وصفت له كأس الراحة.
فبعد موقعة عين دارة هذه، أطلق لقب الإمارة على اللمعيين،
12
Неизвестная страница