Мазхаб имама Шафии в поклонениях и их доказательства
مذهب الإمام الشافعي في العبادات وأدلتها
Издатель
دار السلام
Номер издания
الثالثة
Год публикации
1424 AH
Место издания
القاهرة
مذهب
الإمام الشافعي
في العبادات
وأدلتها
الطهارة
الصلاة
الزكاة
الصوم
الحج والعمرة
تأليف فضيلة الشيخ
خالد بن عبد الله الشقفة
رئيس جمعية علماء حماة
قدم له
سعيد حوى
رحمه الله تعالى
دار السلام
للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
1
2
الدِّرَاسَاتُ الْفِقْهِيَّةُ عَلَىَ:
مَذَاهِبِ الإمام الشافعي
فِي الْعِبَادَاتِ
وأدلتها
3
كَافَةُ حُقُوق الطّبْعِ وَالنّشْرِ وَالتَّرجَمَةِ مَحْفُوظَة
لِلنَّاشِر
دَارُ السَّلاَمْ لِلطِبَاعَةِ وَالنَّشرِ وَالتَّوزِيعِ وَالتَّرْجَمَةِ
لصاحبها
عبدالقادر محمود البكار
الطَّبعَة الثَّالِثَة
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ مــ
القاهرة - جمهورية مصر العربية
الإدارة : ١٩ شارع عمر لطفي موازٍ لشارع عباس العقاد خلف مكتب مصر للطيران عند الحديقة الدولية وأمام مسجد الشهيد عمرو الشربيني - مدينة نصر
هاتف : ٢٧٤٠٤٢٨٠ - ٢٧٤١٥٧٨ (٢٠٢ +) فاكس : ٢٧٤١٧٥٠ (٢٠٢ +)
المكتبة : فرع الأزهر: ١٢٠ شارع الأزهر الرئيسي - هاتف : ٥٩٣٢٨٢٠ ( ٢٠٢ + )
المكتبة : فرع مدينة نصر : ١ شارع الحسن بن علي متفرع من شارع علي أمين امتداد شارع مصطفى النحاس - مدينة نصر - هاتف : ٤٠٥٤٦٤٢ ( ٢٠٢ + )
بريديًّا: ص.ب ١٦١ الغورية الرمز البريدي ١١٦٣٩
البريد الإلكتروني : info@dar-alsalam.com
موقعنا على الإنترنت : www.dar-alsalam.com
دَارُ السَّلامِ
للطباعة والنشر وَالتوزيع والترجمَة ش.م.م
تأسست الدار عام ١٩٧٣م وحصلت على جائزة أفضل ناشر للتراث لثلاثة أعوام متتالية ١٩٩٩م ، ٢٠٠٠م ، ٢٠٠١م هي عمر الجائزة تتويجًا لعقد ثالث مضى في صناعة النشر
4
الدِّرَاسَاتُ الفِقْهِيَّةُ عَلَى:
مَذْهَبِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ
فِي العِبَادَاتِ
وَأدلتها
تأليف
فَضِيلَةُ الشَّيْخ / خَالِدْ بِنْ عَبدِ اللهِ الشقفة
رَئِيسُ جَمْعِيَّةِ عُلَمَاءِ حماة
وَقَدَّمَ لَهُ
سَعِيد حَوَّى
رَحِمَهُ اللهُ
دَارُ السَّلامِ
للطباعة والنشر وَالتوزيع والترجمة
5
6
الإهداء
إلى المجتهد الكبير، والحبر العظيم
الإمام محمد بن إدريس الشافعي
رضي الله عنه
أقدم هذا الكتاب
المؤلف:
خالد الشقفة
7
8
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد: فإن مؤلف هذا الكتاب هو الشيخ خالد الشقفة رئيس جمعية العلماء في حماة، وحسبك أن تعلم أن أحد أعضاء هذه الجمعية كان الشيخ محمد الحامد لتعرف مكانة هذه الجمعية ومكانة رئيسها الشيخ خالد الشقفة رحمه الله.
لقد كان الشيخ خالد الشقفة رحمه الله إمامًا من أئمة الهدى في سمته، وفي تحقيقاته وفي تمسكه بالكتاب والسنة، وفي فهمه للعصر، وفي أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فكان من العلماء الأولياء، أو من أولياء العلماء وإنْ أَنسى فلا أنسى أيام استسقى الناس بحماة بعد قحط شديد، وفي آخر أيام الاستسقاء دعا الشيخ رحمه الله وأمَّن الناس فإنساب المطر غزيرًا، والناس لم ينفضوا من بعد، وإن أنسى فلا أنسى يوم صدر دستور في سوريا قطع فيه جذور الشعب السوري عن إسلامه وتراثه، وكان أي احتجاج يومها يعني الإعدام، يوم ذاك أصدرت جمعية العلماء في حماة بيان احتجاج وكان أول الموقعين عليه رئيسها الشيخ وهو يعلم أن الإعدام مصيره ولكن الله سلّم، ولقد قال وهو يوقع سيعيد التاريخ نفسه، فكما حكم الإتحاديون على ثلاثة من علماء حماة بالإعدام فسيحكم الآن على بعض علماء حماة بالإعدام.
لقد كان دأب الشيخ على العلم والتعليم والدعوة عجيبًا في بابه، يسلك لذلك كل طريق، فهو يدرس في المعهد الشرعي في المساجد، وكان كثير الخلطة للناس يزورهم في منازلهم ويجلس في حوانيتهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وكان في ذلك كله معلمًا هاديًا مهديًا، فهو مع إنه إمام في مذهب الشافعية، فقد كان كثير التمسك بالسنة منكرًا للبدعة ذا نزعة سلفية، معتدلاً، تمثل فيه الحديث الشريف - الذي حسنه بعضهم - ((يحمل هذا العلم من كل خلف عُدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)) وكان رحمه الله من أبعد الناس نظرًا وأكثرهم حكمة وكان لبق الحديث فصيحه جيده، وإذا تحدث في أي موضوع أُسَرَ لب سامعيه مع أناة ولباقة، يستشعر كل من يجالسه أنه أمام جلال العلم ووقار العلماء، ولئن كان كثيرون من الناس يملأون مكانًا ويصغرون عن مكان، ويملأون أعينًا ويصغرون في أعين فلقد كان رحمه
7
الله صدر كل مكان، وملأ كل عينٍ، يسكت الناس حتى يتكلم، وإذا تكلم لم يقاطعه أحد، وكان كثيرًا ما يقابل الحكام فينصح ويأمر وينهى والجميع أمامه تلاميذه يخشونه ولا يخشى أحدًا إلا الله.
فإذا عرفت أنه هو والشيخ محمد الحامد رحمهما الله من أعلام العلم في حماة، أدركت لماذا انطوت عليه بلدة حماة من دين كثير وخير كثير وجهاد كثير جعلها غصة في نفوس الظالمين، فحاولوا تدميرها وإفناء أهلها والتآمر على دينها، وهيهات ذلك.
فأبناء هذه البلد رضعوا وشربوا وطعموا حتى ارتووا وشبعوا من خبز الإسلام ومائه، فالمتآمرون عليها لا يتآمرون إلا على أنفسهم.
وهذه الدراسات التي كتبها الشيخ على قسمين: قسم لا زال مخطوطًا ونرجو أن يطبع وهو قسم المعاملات في فقه الشافعية، وهذا القسم الذي طبع في حياة الشيخ نقدمه لك، وكل من القسمين يمتاز بأنه كتابة متمكن من العلم لأن له العلم ولانت له الفتوى، ونرجو أن ترى في هذا الكتاب من الفوائد الثرة الكثير الغزير.
وهذه حياة المؤلف في سطور كما سجلها ابنه الكريم المهندس رياض خالد الشقفة:
-مواليد حماة عام ١٩٠٥.
-توفي والده وعمره أربعون يومًا وتربى يتيمًا فقيرًا.
-تلقن العلم في معهد حماة الشرعي وكان رفيقه في الدراسة الشيخ محمد الحامد رحمه الله.
-عين مدرسًا عامًا في قضاء السلمية التابع لمحافظة حماة عام ١٩٤٢ وحتى عام ١٩٥٤ وكان دوره بارزًا في نصرة مذهب أهل السنة والجماعة في هذه البلدة التي تعتبر مركز الإسماعيلية الرئيسي في سوريا.
-انتقل إلى مدينة حماة وعين مدرسًا عامًا للعلوم الإسلامية في مساجدها ومدرسًا للفقه الشافعي في معهد حماة الشرعي وكان له دور فاعل في الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في هذه المدينة التي تعتبر أحد معاقل الإسلام.
8
- داهمه المرض منذ عام ١٩٥٦ وأصيب بذات الرئة وبقي يعاني منها حتى وفاته رحمه الله ولم يكن يعلم بما يعانيه بسبب المرض سوى أهل بيته والمقربون منه.
- توفي رحمه الله فجر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك لعام ١٣٩٧ هـ الموافق لعام ١٩٧٧م.
وكان قبل وفاته بأيام تكلم في غيبوبته وكأن أناسًا حوله فقال انصرفوا الآن فالمظاهرة يوم الجمعة وفي فجر الجمعة وجد في نفسه قدرة على النهوض فنهض يريد الوضوء لصلاة الصبح فوقع وفاضت روحه إلى بارئها رحمه الله.
وكتب
* * *
9
10
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديّ لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه. وبعد فمنذ زمن كانت رغبتي أن أجمع من مطالعاتي الفقهية: مجموعة موسعة الأبواب والفصول، منسقة المسائل والفروع، تكون بمتناول اليد لما يرد إليّ من الأسئلة، لكن شواغل حالت دون تنفيذ تلك الرغبة، حتى كلفت بتدريس الفقه الشافعي سنة ١٣٧٩ هـ و٩ تشرين ثاني سنة ١٩٦٠ م في معهد حماة الشرعي التابع لوزارة الأوقاف الجليلة، فاضطررت للتحضير من كتب المذهب ما يوافق مناهج الصفوف، فكانت تلك التحضيرات نواة لما كان لي من سابق رغبة، ثم تمخضت بعد عن هذا المؤلف الذي سميته: (كتاب الدراسات الفقهية)، فجاء نسيج طرازين، استمد من القديم: وفرة الفروع التي يكثر وقوعها للمسلم، متجنبًا غرائبها، سالكًا مسلك (كتاب المهذب) في كثرة الأدلة، غير أني زدته في نسبتي للأدلة، فنسبت كل آية إلى سورتها مع رقم الآية من السورة، وعزوت الأحاديث إلى كتب السنة المروية فيها، إلا ما قلت عنه صح. وأخذ من الطراز الحديث: وضوح العبارة وترقيم الفروع، ليسهل على مراجعه ما يبتغيه، حيث رعي في تأليفه حاجة الفقيه الأولى، كما لا يستغنى عن أن يستأنس به العالم الممتلي، وإن كان قد يصدق عليّ مارواه الشافعي والبيهقي: (ربِّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه). وقد ذكرت فيه فوائد لفروع لغير مذهبنا، وجدتها أسهل مما عليه فيها مذهبنا. وختته بفصل حكم التقليد، ليكون من يقلد على بينة من شروطه ليصح تقليده. وصدرته بمقدمة لم يسبق أن وجدت مجموعة في كتاب، تحمل صورة صادقة عن الإسلام ومراميه، والفقه وسعته وصلته بالحياة، وأن مقصد الإسلام: (إنشاء أمة موحدة لله، موحدة الأفراد، تكون على غاية ما يمكن من علم وكال خلق). ذاكرًا فيها مصادر التشريع واعتناء هذه الأمة بها بما لم يسبق له مثيل، ضارباً الأمثلة على بعض أسباب اختلاف المذاهب في بعض الفروع، وختمتها بأربعة أحاديث عليها مدار الدين. وقد نوهت فيها وفي ثنايا هذا المؤلف بمناسبات بما قيل في الإسلام من منصف ومغرض. آملاً ممن اطلع فيه على هفوة، أن يكتب إليَّ مبينًا المكان من المصدر الذي اعتمد عليه، حتى يصار إلى المناقشة، إذ من المعلوم أن ليس هناك أحد إلا ويؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا صاحب
11
هذه الروضة عليه الصلاة والسلام كما قال الإمام مالك. سائلاً المولى العلي القدير، أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، إنه سميع مجيب، وبالإجابة جدير.
حماة - ١٤ جمادي الثانية ١٣٨٥ هـ
٩ تشرين أول ١٩٦٥ م
المؤلف
خالد الشقفة
من حماة
12
المقدمات
13
14
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
( أ ) الدين الإسلامي وشمول أحكامه لجميع أفعال المكلفين.
( ب ) الفقه وسعته وصلته بالحياة.
( جـ ) المصطلحات الفقهية.
( د ) مصادر التشريع الإسلامي.
المقدمة: في الأصل صفة مأخوذة من (قدّم) اللازم، بمعنى متقدمة، أو من (قدّم) المتعدي، فهي بمعنى مقدّمة من اعتنى بها، وعلى هذين الوجهين فهي بكسر الدال. ويجوز فتحها على أنها من (قدّم) المتعدي فقط، فهي حينئذٍ بمعنى أن الغير قدمها. ثم نقلت وجعلت اسماً للطائفة المتقدمة أمام الجيش. ثم نقلت في الاصطلاح لمقدمة الكتاب، أو مقدمة العلم:
-فالأولى: اسم لألفاظ تقدمت أمام المقصود لارتباط له بها وانتفاع بها فيه.
-والثانية: اسم لمعانٍ يتوقف عليها الشروع في المقصود على وجه البصيرة كحدّ العلم وموضوعه إلى آخر المبادىء العشرة كما قال بعضهم:
إن مباديء كل علم عشره الحدُّ والموضوع ثم الثمره
وفضله ونسبة والواضع والاسم والاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا
(فحد الفقه ١) معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد. وسيأتي للفقه تعريف هو أوضح عند الكلام على المصطلحات الفقهية.
(وموضوعه ٢) أفعال المكلفين من حيث ما يتعلق بها من الأحكام.
(وثمرته ٣) تصحيح العبادات والمعاملات.
(وفضله ٤) من أشرف العلوم، ويعرف ذلك من قوله عليه السلام فيما رواه
15
الطبراني في الأوسط: (ما عُبد اللهُ بشيء أفضل من فقهٍ في دين).
(ونسبته ٥) يأتي في الدرجة الثانية بعد علم التوحيد، لأن هذا لتصحيح العقيدة، والفقه لتصحيح العبادة، ولا تصح عبادة غير صحيح العقيدة، ولذا تعرضت في هذه المقدمة إلى أركان العقيدة كما ستراه إن شاء الله تعالى.
(وواضعه ٦) الإمام الشافعي رضي الله عنه.
(واسمه ٧) الفقه.
! (واستمداده ٨°) من الأدلة التفصيلية: أدلة الكتاب والسنة والإجماع والقياس، كما ستأتي أمثلة ذلك في بحث مصادر التشريع من هذه المقدمة.
(وحكم الشارع ٩) الوجوب العيني بقدر ما يصحح المسلم عبادته ومعاملته، أما التبحر به فهو فرض كفاية.
(ومسائلة ١٠) قضاياه الباحثة عن الأحكام كقولنا: السواك مستحب، لقوله عليه السلام فيما رواه مالك والشافعي: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء).
الاصطلاح:
لغة: مطلق الاتفاق.
وفي الاصطلاح:
اتفاق طائفة على وضع أمر لأمر متى أطلق انصرف إليه، كإطلاق كلمة ((الفقه)) على الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد، وهو في اللغة الفهم. وكاصطلاح علماء ((التوحيد)) بإطلاقه على أنه علم يبحث فيه عن إثبات العقائد الدينية المكتسب من الأدلة اليقينية، وهو في اللغة العلم بأن الشيء واحد. واصطلاح النحاة على أن ((الكلمة)) قول مفرد، وهي في اللغة تطلق على الجملة أيضًا ومنه قوله تعالى في سورة المؤمنون آية ١٠٠: ﴿كلا إنها كلمةٌ هو قائلها﴾ إشارة لقوله تعالى: ﴿ربِّ ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت﴾. وفي اصطلاح المناطقة على أنها مالا يدل جزؤه على
16
جزء معناه ، ولكل طائفة مصطلحات تواضعوا وتعارفوا عليها .أﮬ .
الدين:
لغة: العادة والعبادة والحساب والجزاء والحكم والملّة، ومنه، (كما تَدِين تُدان) الحديث رواه الإمام أحمد في الزهد، أي تجازى بمثل ما تفعل، قال في القاموس: دان يدين: عزَّ وذلَّ وأطاع وعصى واعتاد خيرًا أو شرّاً. اهـ.
واصطلاحاً، له إطلاقان:
الأول: يطلق على مجموع الأحكام الشرعية.
والثاني: وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم المحمود لما فيه سعادتهم في الدارين.
الإسلام:
لغة: الاستسلام والانقياد، ومنه قوله تعالى في سورة البقرة من آية ١١٢: ﴿بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن﴾.
واصطلاحا: له إطلاقان:
الأول، يطلق على الأعمال الظاهرة المعبر عنها بـ (أركان الإسلام) وإليها الإشارة بقوله عليه السلام فيما رواه البخاري ومسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت، وصوم رمضان).
والثاني، الاستسلام والانقياد لجميع ما جاء به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عن ربّه، وإليه الإشارة في قوله تعالى في سورة المائدة من آية ٣: ﴿ورضيتُ لكم الإسلام دينًا﴾.
شروط اعتناقه، ستة مجموعة في هذين البيتين:
شروط الإسلام بلا اشتباه عقل بلوغ عدم الإكراه
17
فلا يصح إسلام مجنون أو صبي إلا تبعًا لأحد والديها المسلم، ولا إسلام مكرهٍ على الإسلام لقوله تعالى في سورة البقرة من آية ٢٥٥: ﴿لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ﴾ أي تميز الإيمان من الكفر، بالدلائل الواضحة ، فلا يحتاج الإيمان الذي هو رشد إلى إكراه عليه ، بل لا يليق به الإكراه ، وقد قال عمر رضي الله عنه : ( تركتم على الواضحة ليلها كنهارها ) أي ليس في الشريعة ظلام ، وكما قال علي كرم الله وجهه : ( تركتكم على الجادة - نهج عليه أم الكتاب ) أخرج هذين الأثرين رزين ، ولا يصح إسلام من لم ينطق بالشهادتين ، أو نطق بها وجعل بينها فاصلاً أكثر من سكتة التنفس ، أو لم يرتب : كأن نطق بالثانية قبل الأولى إلا إذا أعاد الثانية بعد الأولى فورًا.
وبهذا المعنى في التعريف الثاني للإسلام، تشمل أحكامه لجميع أفعال المكلفين من : الاعتقادات ، والفقه وأقسامه ، ومكارم الأخلاق.
فالاعتقادات :هي كما في رواية مسلم: ( أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). وتسمي هذه الستة: ( أركان الإيمان ) ويبحث عنها في علم التوحيد ، وسماه أبو حنيفة ( الفقه الأكبر).
فالإيمان:
لغة : مطلق التصديق ، قال تعالى حكاية عن إخوة يوسف عليه السلام في سورته من آية ١٧: ﴿ وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ).
واصطلاحاً : تصديق النبي عليه السلام في جميع ما جاء به عن ربه من الدين . فالإيمان والتصديق والاعتقاد واليقين ، ألفاظ مترادفة على شيء واحد ، وهو الجزم بالشيء بلا تردد.
أركان الإيمان:
الركن الأول : الإيمان بالله تعالى ،وهو نوعان : إجمالي وتفصيلي.
أ - هو الاعتقاد بأن الله متصف بكل كمال ، ومنزة عن كل نقصان ، وجائز عليه فعل كل ممكن وتركه : كأن يرزق فلانًا أو لا يرزقه.
18