ويمكن القول إن كارنيادس وفيلون وأنطيوخس كان لهم الفضل في نشر تعاليم الأكاديمية بعد انتقالها إلى «جنديسابور» محتفظة بهذه التعاليم بفيلون وأنطيوخس واستمع إليها.
ومما يروى أن سللا عندما حاصر أثينا سنة 86ق.م. احتاج إلى خشب، فقطع أشجار الأكاديمية، التي انتقلت منذ ذلك الحين داخل أسوار أثينا. ومهما يكن من شيء، فإن تاريخ الأكاديمية حتى القرن الخامس بعد الميلاد غامض، وكل ما نعرفه أنها ازدهرت في القرن الخامس، وتجددت، وأصبحت مركزا للأفلاطونية المحدثة، المتأثرة بالفلسفة الإسكندرانية. وقد لمعت في هذه الفترة أسماء مشهورة بوجه خاص في الفلسفة العربية؛ منهم بروقلس، وفلوطارخس، وسوريانس، ودومنيونس، وماريانوس، وإيزودورس، والدمشقي الذي كان آخر رئيس للمدرسة، أي من 510 إلى 529 بعد الميلاد.
ويبدو أن السبب الرئيس في إغلاق الأكاديمية - كذلك «اللوقيون» - أنها كانت مهد التعاليم الوثنية. وكانت المسيحية قد تغلبت وسادت، وأرادت أن تقضي على كل أثر للوثنية. وقد آثر فلاسفة الأكاديمية أن يهجروا المدرسة إلى مكان آخر يمارسون فيه تعاليمهم بحرية، ورحب بهم كسرى أنوشروان، وأنزلهم في «جنديسابور»، وترك لهم حرية البحث، فنقلوا معهم الفلسفة والعلوم والطب. وظلت الأكاديمية في العالم الروماني، إلى أن انتقلت إلى بغداد زمان العباسيين، ونقلت علومهم وفلسفتهم إلى اللغة العربية. وهكذا نرى أن المدرسة الأصلية زالت من أثينا، وتغير مكانها، وكذلك لغتها، ولكن تعاليمها لم تمت، وظلت الأكاديمية حية بأفكارها وفلسفتها، وقد عادت تعاليمها المثالية وفلسفتها الرياضية إلى الظهور مرة أخرى في الوقت الحاضر، معدلة بطبيعة الحال مع مقتضيات العصر، والتطور الكبير الذي حدث خلال عشرين قرنا من الزمان.
المشائية
«اللوقيون أو الليسيه»
مدارس «الليسيه» معروفة بهذا الاسم، ومشهورة في مصر، وهي تلك المدارس التي تعلم الطلبة حتى يظفروا بإجازة البكالوريا؛ أي المرحلة السابقة مباشرة على التعليم الجامعي. وهذا النوع من «التعليم» في «الليسيه» منتشر في فرنسا، وعنها أخذنا هذا اللون من المدارس.
و«الليسيه»
Lycée
هي الاسم الفرنسي الذي أصبح يطلق على الاسم اليوناني
Lyceum ، أو الأصح بالرسم اليوناني
Неизвестная страница