وأوجع منه قول البحتري:
وأود أني ما قضيت لبانتي
منكم ولا أني شفيت غليلي
وأعد برئي من هواك جناية
والبرء أعظم غاية المخبول
ذلك بأن القلب الجريح لا يجد شفاءه في السلوة، ولا في البكاء ... وهل السلوة إلا رزء جديد يقصم الظهر، ويقصف العمر؟ أرأيت آدم وقد خرج من الجنة؟ أليست لوعته على ذلك الفردوس الضائع، هي سر ما يعتادنا من أنين قد لا نعرف له سببا قريبا؟ وهل البكاء إلا أثر من آثار الوجد يخشع لرهبته غلاظ الأكباد، ويرق له قساة القلوب؟
تلك حسرة البحتري أفصح عنها بقوله:
وأود أني ما قضيت لبانتي
منكم ولا أني شفيت غليلي
فما الذي جعله يرجو من الدمع الشفاء حين يقول:
Неизвестная страница