259

Мадайх Набавийа

المدائح النبوية في الأدب العربي

Жанры

وفي دار الكتب المصرية شروح أخر لم يعرف مؤلفوها.

ولأكثر هذه الشروح أسماء شعرية، مثل: «الرقم على البردة»، و«راحة الأرواح»، و«الجوهرة الفردة في شرح البردة»، و«الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة»، و«عصيدة الشهدة في شرح البردة»، و«وردة المليح في شرح بردة المديح».

والبردة نفسها سماها المؤلف «الكواكب الدرية في مدح خير البرية».

وعند النظر في هذه الشروح نراها مجموعات نفيسة تزخر بالفقرات اللغوية، والأدبية ، والتاريخية، وشغل هؤلاء الشراح بالأدب واللغة والتاريخ يرجع الفضل فيه إلى تصوف ذلك الشاعر المجيد. (3)

وأما أثرها في الدرس، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عقد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة، وهي دروس كانت تتلقاها جماهير من الطلاب، وإنما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة لأن مثل هذا الدرس لم يكن من المقررات، فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ.

ولنتذكر أنه مضت سنون لم يكن يعرف فيها الأزهر كيف تكون دروس التاريخ الإسلامي، فكانت البردة وشروحها مما يسد النقص الفاحش في معهد ديني يجهل أهله غزوات الرسول. (4)

وأما أثر البردة في الشعر والشعراء، فعظيم جدا، فقد ضمنوها، وشطروها، وخمسوها، وسبعوها، وعشروها، وعارضوها، فمن الذين ضمنوها الشيخ قاسم (ولم نقف له على ترجمة) وأول تضمينه:

أمن تذكر أوطان على علم

أم من تفقد جيران بذي سلم

مزجت دمعا جرى كالقطر منهمرا

Неизвестная страница