لا يقع الطعن إلا في نحورهم
وما لهم عن حياض الموت تهليل
وقد نظرت طويلا في هذه القصيدة فلم أر غير ما قررت، فهي قصيدة جاهلية تغلب عليها قوة السبك، ولكنها تكاد تخلو من روح الدين، ولا غرابة في ذلك، فإن كعب بن زهير لم يمدح الرسول إلا لينجو من الموت، ومن كان في مثل حاله لا ينتظر منه صدق الثناء. (6)
والذي نقول به في هذه القصيدة لم يقل به أحد من المتقدمين، فقد اهتموا بها اهتماما عظيما، وعدوها من أجل ما قيل في مدح الرسول، وعني بها الشعراء فشطروها وخمسوها وعارضوها، وأولع بشرحها فريق من كبار الرجال.
فمن الذين شطروها عبد القادر سعيد الرافعي، وأول تشطيره:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
والنوم والسهد مقطوع وموصول
والجسم بعد سعاد مدنف وصب
متيم إثرها لم يفد مكبول
ومن الذين خمسوها شعبان بن محمد بن داود المصري المتوفى سنة 828ه وله ثلاثة تخاميس، مطلع التخميس الثاني:
Неизвестная страница