واليوم لا أجد ما أزيد على هذا المقال.
4
أضحت مصر منذ سنة 1517 ولاية عثمانية، عاشت سلسة القياد، لينة العريكة، إلا ما كان يأتي به بعض المتغلبين من بقية السيف، من ساداتها الأول منذ سنة 1766.
وفي سنة 1794 أخرج نابوليون الأول من الجيش العامل في فرنسا؛ فهم أن يقصد إلى الملك العثماني لينظم مدفعيات العثمانيين، لكنه استبقى لفرنسا حتى سلط مدفعياتها على الهرمين في سنة 1798 وهزم عنهما مراد بك وإبراهيم بك، ثم أجفل إلى بلاده وأخرجت جنوده الجنود العثمانية والبريطانية.
وقد شاءت الأقدار أن يغنم مصر سليم الأول ويخسرها سليم الثالث، كما رفع فرنسا نابوليون الأول ووضعها نابوليون الثالث. وشتان بين سليمنا الثالث ونابوليونهم الثالث. إن سلطاننا كان حرا وحكيما وعادلا، ولكن جنى عليه الجانون.
فلما اطمأنت مصر بعض الاطمئنان إلى محمد علي الأول بعد سنة 1811؛ دخلت في تاريخ جديد.
فإذا تأملناها منذ أخذها العثمانيون إلى يومنا هذا؛ رأينا الغرابة فيها من ابتداء سنة 1892 وما تلاها من السنين. وسيأتي الكلام على بعض تلك النوائب إيثارا لتخليدها.
5
وهبتني مصر تجارب ووهبتني فروق تجارب، وكتابي فيه مواهب العاصمتين ومختصر من تاريخ القطرين وعبر من وقائع القصرين؛ فمن قال فيه إنه دفتر الحسنات والسيئات فقد صدق، ومن قال فيه إنه ديوان السياسة فما أخطأ. على أني أتمثل بقول أبي الطيب:
ليت الحوادث باعتني الذي أخذت
Неизвестная страница